لكن، هل المنصات هي الحل المستدام لتنظيف بحيرة القرعون؟.
علوية قال لـ«الأخبار» إن المنصات هي «معالجة موضعية محدودة يقتصر مفعولها على تقليص نشاط السيانوبكتيريا، إلا أنه لا يعالج تلوث المياه». أمل الحل المستدام فيتمثل بـ«وقف مصادر التلوث والتعديات على الحوض الأعلى لنهر الليطاني الذي تتجمع مياهه في البحيرة. وفي حال زادت نسبة المتساقطات، فإن مياه البحيرة تنظف نفسها بنفسها، شرط وقف تزويدها بمياه ملوثة. علماً بأن المنصات تحتاج إلى مراقبة لضمان سلامتها بسبب الصيد العشوائي الذي يقوم به عدد من الأشخاص الذين يصطادون طيور البط والإوز التي تعيش في البحيرة وعلى ضفافها».
التلوث في مياه البحيرة بدأ بالظهور في الثمانينيات بشكل محدود. لكن التدهور البيئي، بحسب سليم، سجل عام 2008 «عندما بدأ لون مياه البحيرة يميل الى الأخضر القاتم مع انبعاث روائح كريهة. حينها تبين بأن انواعاً محددة من السيانوبكتيريا تكاثرت بشكل غير طبيعي وتسببت بفرز مواد سامّة في البحيرة والقضاء على كل الأحياء المائية، وسببت حالات تسمم خطيرة للحيوانات الداجنة وحالات تسمم للإنسان من خلال الإستعمالات المتنوعة للمياه الملوثة، خصوصاً عند ممارسة السباحة.
بدءاً من تموز الماضي ظهر تحسن في نوعية مياه البحيرة
وفي السنوات الأخيرة، ظهرت أنواع جديدة من السيانوبكتيريا جديدة تتغذى مباشرة من الازوت في الجو». ولفت سليم إلى أن الأسباب الرئيسية للتدهور البيئي الحالي للبحيرة «الزيادة الكبيرة لمعدلات تصريف مياه الصرف الصحي والزراعي المحملة بالأسمدة والمبيدات والغنية بمركزات الفوسفات، فضلاً عن عوامل التغير المناخي وانخفاض المتساقطات وارتفاع حرارة الجو التي تساهم في تكاثر البكتيريا.
انشئ سد القرعون سنة 1959 وتبلغ سعة تخزينه حوالي 220 مليون متر مكعب، يستخدم منها 160مليوناً سنويا للري وتوليد الطاقة، بينها 60 مليوناً كمخزون للموسم الجاف. وفي السنوات الأخيرة، تحوّلت البحيرة «خزاناً» للنفايات السائلة والصلبة.