على مشارف تل الكيال الأثري، ليس بعيداً من معبد باخوس وهياكل جوبيتر، ينهال تسعة نحاتين بأزاميلهم على صخور ضخمة، يحاولون تجسيد أفكارهم وتأملاتهم. أكثر من 19 رساماً ونحاتاً من الصين وايطاليا وفرنسا وأرمينيا وجورجيا والمكسيك وايران ومصر وسوريا ولبنان التقوا في باحة اتحاد بلديات بعلبك ضمن فعاليات «سمبوزيوم بعلبك الدولي» الذي يعتبر بمثابة «ملتقى ثقافات وحضارات عالمية على ارض مدينة تاريخية يعرفها العالم بأكمله»، كما تقول لـ«الأخبار» رئيسة جمعية الفنانين اللبنانيين للرسم والنحت ديما رعد.أعمال النحت في الـ«سمبوزيوم» انطلقت في 24 آب المنصرم وتختتم في التاسع من ايلول الجاري بعرض عشرات المنحوتات واللوحات في مبنى الاتحاد الذي يرعى النشاط مع عدد من المموّلين.
النحات المصري خالد زكي قال لـ«الأخبار» إنه استقى فكرة منحوتته «الدراويش» من «الصوفية المصرية التي تمثل السلام والتواصل مع الإله لكونها حركة روحانية». وعزا عدم تقديمه عملاً عن بعلبك الى أن الفنان «لا يرسم ولا ينحت ما يراه سريعاً. بل يشاهد، ومن ثم تتبلور تلك الصور الى عصف أفكار ينفجر لاحقاً فكرة واحدة ومنحوتة جميلة، وقريباً ستكون لي منحوتة عن بعلبك التاريخية والاثرية».
رعد أكدت أنها تعلق آمالاً كبيرة على الـ«سمبوزيوم» لإعادة المدينة الى «ألقها وموقعها كمركز اساسي للثقافة والفن وملتقى عالمي لفنانين ورسامين تشكيليين». وشدّدت أمل منصور، إحدى المواكبات لعمل الـ«سمبوزيوم»، على أن المعرض «خطوة رائدة وجبارة بالنظر إلى الصعوبات التي واجهت اقامة المشروع في المدينة، خصوصاً أنه التجربة الأولى».