فيما لا تزال أزمة تشكيل الحكومة على حالها، برز، أمس، تصعيد جديد على لسان وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال جبران باسيل، الذي أكّد بعد اجتماع «كتلة لبنان القوي»، أنه «لا يجوز ابتزاز العهد بوجوب تشكيل حكومة لتولد الحكومة معطلة، ونحن تنازلنا سلفاً عن أمور كثيرة». وهدّد باسيل، أنه «إذا تطلب الأمر عملية سياسية دبلوماسية شعبية لفك أسر لبنان من الاعتقال السياسي الذي نحن فيه، لن نتأخر» مشيراً إلى أنه «لن نقبل بأي حكومة، فمطلبنا حكومة منتجة وقائمة على عدالة التمثيل وعدم وجود استنسابية أو مزاجية عند أي جهة سياسية».كلام باسيل، قابله «نصف» تهدئة من قبل الرئيس المكلّف سعد الحريري، الذي أكّد قبيل اجتماع كتلة المستقبل النيابية، أن «وضع البلد هو الأهم اليوم، وعلى كل الأفرقاء أن يتواضعوا ويقدموا بعض التضحيات»، مستغرباً تحميله مسؤولية التأخير في تشكيل الحكومة، وأشار إلى أنه «على تواصل مع كافة الأفرقاء وإن لم يلتق بهم».
باسيل يهدد بعملية سياسية دبلوماسية شعبية لفك أسر الحكومة من الاعتقال السياسي


وبعد انقطاع للقاءات بين الطرفين، قال الحريري إنه قد يتصل بباسيل ويدعوه إلى زيارته، «لكني لم ألمس جديداً حتى الآن، فأنا أعرف موقف رئيس الجمهورية والتيار الوطني الحر، وأعتبر أن على الجميع أن يلتفتوا إلى الوضع الاقتصادي. أما إذا كان المطلوب من رئيس الحكومة أن يقدم هو كل التنازلات فنحن ضحينا كثيراً». وأكّد الحريري أن «لا أحد يحيلني إلى أحد، أنا رئيس حكومة، أشكل حكومة وأتحدث مع كل الأفرقاء، وكل فريق لديه مطالب مسجلة لدي جميعها، أنا أعمل على تشكيل حكومة وفاق وطني»، ورداً على كلام رئيس الجمهورية ميشال عون حول كون باسيل في رأس السباق إلى الرئاسة، اعتبر الحريري أن «رئيس جمهورية هو العماد ميشال عون، ولا أحد يستبق الأمور».
وفيما نفى الرئيس المكلّف وجود أي ضغوط خارجية تمنع تشكيل الحكومة، أكّد أن هناك تواصلاً مع حزب الله و«الحزب يريد تشكيل حكومة، والجميع يريد حكومة».
من جهتها، أكّدت كتلة المستقبل في بيانها أنها اطلعت على مجريات تأليف الحكومة، وأكبرت الكتلة للحريري «صبره الذي لن ينفذ، وحكمته في مقاربة هذا الاستحقاق الدستوري، وتعاليه فوق العديد من حملات التجني والتشويه والافتراء التي تستهدفه».