تمحور نقاش حكومة فؤاد السنيورة في جلسة 22 تموز 2006 حول صياغة موقف موحد للسلطة السياسية في مواجهة الموقف الدولي الذي بدأ يستشعر المأزق الإسرائيلي في الحرب، لكنه بدل التراجع خطوة إلى الوراء، قرر زيادة الضغط وفتح مستودعات الجيش الأميركي من أجل تزويد جيش الاحتلال بصواريخ ذكية موجهة بالليزر وقادرة على اختراق أهداف عميقة تحت الأرض. سياسياً، صاغ السنيورة، تصوراً أولياً استعداداً لطرحه، أمام وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس الآتية إلى بيروت، ومن ثم أمام مؤتمر روما الذي عقد في السادس والعشرين من تموز 2006. كانت «رؤية السنيورة» هي نقطة ضعف الموقف اللبناني، على حد تعبير الوزير علي حسن خليل، في كتابه «صفحات مجهولة من حرب تموز 2006». قدّم السنيورة إلى رايس ومن ثم إلى مؤتمر روما طرحاً تضمن الربط بين وقف النار وتسليم الأسيرين الإسرائيليين إلى السلطة اللبنانية، وأهمل فيه كلياً أية إشارة إلى عودة النازحين وترك للأمم المتحدة أن تضع مزارع شبعا وتلال كفرشوبا تحت مظلتها «حتى ترسيم الحدود وبت لبنانيتها نهائياً»، فضلاً عن تبنيه مطلب تعزيز عمل «اليونيفيل» وتوسيع نطاق عملها ومهامها. كان رد الرئيس نبيه بري بأن وقف النار ينبغي أن لا يكون مشروطاً وأن موضوع الأسيرين مرتبط بالإفراج عن كل الأسرى اللبنانيين وعودة النازحين إلى قراهم. تضمن الجزء الأول من المحضر غير الرسمي لجلسة مجلس الوزراء في الثاني والعشرين من تموز 2006 (عدد «الأخبار» أمس)، نقاشات سياسية، نستكملها في هذا الجزء الثاني والأخير لتلك الجلسة

محمد جواد خليفة: الكلام الذي نريد قوله، أننا قطعنا هذه الأزمة وصمدنا هذه المرحلة، لذلك، علينا أن نهدأ على بعضنا البعض ولاحقاً أي أمر يمكن البحث فيه. ما أود قوله، أنه لا شك أن مجلس الوزراء ولبنان والقيادات السياسية قدمت برهاناً عن وعي كبير جداً. طبعاً نحن نشدد على موقف رئيس الحكومة الذي يقول فيه إن لبنان لن يتنازل عن أي من مسلماته، لن يتنازل عن أرضه أو عن أسراه أو عن حدوده، وكذلك نطالب بالتعويضات. اليوم نحن وصلنا إلى المرحلة السياسية، وهذه تحتاج إلى برودة أعصاب وتنسيق على أعلى المستويات لكي نسترد حقوقنا، اليوم تغير الوضع، منذ 3 أيام كانت المقاومة غائبة عن السمع، اليوم القصة أصبحت بين يدي الدولة، السيد حسن (نصر الله) قال أنه فوّض دولة الرئيس نبيه بري، ولم يقل أنه أعطاها لحركة أمل. القضية بعهدة رئيس مجلس النواب الذي هو جزء من الدولة، ودولة الرئيس (السنيورة) يتواصل مع الرئيس بري، هذه النقطة أن الدولة أصبحت موجودة والأوراق والخيوط بين يديها، لأن السيد نصر الله كلف دولة رئيس مجلس النواب بهذا الموضوع لكي يتكلم باسمه، إذن الموضوع أصبح بين يدي الدولة والدولة أصبحت تفاوض بهذا الموضوع، وهناك تواصل بهذا الموضوع، الشق الثاني، ستأتي وزيرة خارجية أميركا إلى المنطقة، لنرى ماذا جلبت معها وما يمكن أن تعرضه علينا، الشيء الثالث المهم ما قاله الرئيس السنيورة أننا يجب أن ننهيه (تحديد مطالب الحكومة اللبنانية).

طراد حمادة: نتفق عليه في ما بيننا
فؤاد السنيورة: اسمعني قليلاً يا طراد (حمادة). الناس عندما تتكلم معك ماذا تقول لهم، لنفترض أن الرئيس جاك شيراك طلب مني أن يعرف مطالبي، ماذا سأقول له، وقف إطلاق نار، لنفترض أنه أجابني أن وقف إطلاق النار ليس بهذه السهولة. نحن هنا في مجلس الوزراء. لنفترض أن ظروف شعبيتنا لا تسمح لنا باتخاذ قرار لأننا نخاف من خفض شعبيتنا، تتوجه إلى الأميركيين، ولكنهم يقولون لك أنهم لا يستطيعون أن يفرضوا ما نرغب به على الإسرائيليين سواء آمنا بذلك أم لا. هذا الكلام لم أسمعه من الأميركيين، بل سمعته من الفرنسيين والإنكليز. هم ليسوا قادرين أن يفرضوا على الإسرائيليين بالقدر الذي نريده نحن(...)، تصور (مخاطباً طراد حمادة) أن موضوع النفايات وصل أمس إلى البيت الأبيض، هل لديك علم بذلك. نعم سيارات النفايات في بيروت وصل موضوعها إلى البيت الأبيض، لكي نسمح لشاحنات النفايات أن تمر، هل تعلم ذلك؟ أنا الآن سجلت حديثاً على قناة Fox news أقول لهم فيه إن دموع الإسرائيليين أهم من دماء اللبنانيين.
طراد حمادة: قالها جون بولتون.
السنيورة: وإلا نحن أبناء رب أقل قيمة، تتكلم مع المجتمع الأميركي، عليك أن تهزه، لا نترك حجة في الدنيا، لا يوجد شخص في هذا العالم Across the globe يمكننا أن نتكلم معه إلا ونتصل به، لا يوجد شخص في هذا العالم قاطبة يمكنه الكلام بكلمتين لصالحنا إلا واتصلنا به، وأنت تعلم (متوجهاً لطراد حمادة) أن الكلمات التي أطلقتها كيف تؤثر في الرأي العام الدولي. علينا أن ندرك، نحن بالنهاية مسؤولون، بكل عاطفتنا علينا أن نتكلم، بكل وطنيتنا وقوميتنا، بكل حرصنا على مسلماتنا، ولكن في النهاية هناك أمور يجب أن نواجهها، لا يكفي أن نقول لهؤلاء الناس الذين يتعرضون للقصف، أن انتظروا قليلاً، انتظرونا يومين وثلاثة، هذه الصورة إذا لم نتحسب لها نكون كمن يخطو خطوات غير محسوبة، هذه هي الصورة التي يجب أن تكون واضحة أمام مجلس الوزراء بأكمله لأنه عندما يريد اتخاذ قرار يكون على علم على أي أساس يتخذ القرار.
محمد فنيش: أولاً أعتقد أن دولة الرئيس يعرف تقديرنا له ولجهوده، الموضوع ليس نقاشاً حول مجهوده، وأعلم الظروف السياسية الصعبة التي يتحرك فيها، ومعه الحكومة ككل. أعلم الظروف الاستثنائية التي نمر بها، ولكن طالما فتح نقاش، بالنهاية نريد أن نتبين ما هو المطلوب منا؟ لكي نقول للعالم ماذا نريد، لو كنا نملك مبادرة المواجهة لكنا قلنا إننا نريد إيقاف النار مقابل هذه الشروط، نحن المعتدى علينا، المطلوب أن يقول الإسرائيلي ماذا يريد، إذا اطلعت على ماذا يريد الإسرائيلي، مطالبه ليست مطالب حلول، بل هي مطالب حرب مفتوحة ودائمة، ومن يمون على هذه الحرب هي أميركا، لم يعد الأمر سراً، أيضاً أعرف الواقع الدولي وموازين القوى، أيضاً أعرف الأميركي ماذا يريد، كوندوليزا رايس عندما قالت بالأمس ماذا تريد من الواضح أن لا مشكلة لديها بحال دمار بلدنا وقتل أطفالنا، جون بولتون المعادلة واضحة معه، أنه لا يمكن مقارنة أطفال الجنوب بأطفال العدو، هذه هي السياسة الأميركية التي تنفذ من خلال الآلة الحربية الإسرائيلية وبتمويل أميركي وبقرار أميركي، هناك مطالب يمكن مناقشتها وأخرى لا يمكن مناقشتها. الحكومة طلبت في أول يوم أنه لا علاقة لها (بعملية الأسر) ولا تتبناها ولم تكن على علم، ووافقنا. طلبت الحكومة الالتزام بالخط الأزرق والتزمنا، وطالبت القرارات الدولية واتخذناها بالإجماع، لم ندع وسيلة سياسية وديبلوماسية يمكن أن تتحرك بها الحكومة إلا ومنحناها إياها، أنا أتكلم الآن كجهة سياسية، لم نكن معرقلين لأي جهد ديبلوماسي أرادته الحكومة، مع ذلك هناك شرطان لإسرائيل، الشرط الأول الإفراج عن الأسيرين، إذا أعطيناها هذين الأسيرين لن توقف الحرب. لنكن واضحين، هدف هذه الحرب التدميرية المعد لها مسبقاً، موضوع التوقيت (عملية الأسر) موضوع شكلي أمام الهدف الجوهري من هذه الحرب، وهو اقتلاع المقاومة من لبنان، ضمن مسار سياسي للمنطقة أو للبنان. دولة الرئيس، نحن قلنا في السابق أنه ليس للمقاومة مشروع أبعد من حدود لبنان في ما يتعلق بتحرير الأرض، ليست المقاومة، وقالها السيد (نصرالله)، وسمعها كل من حضر منكم مؤتمر الحوار الوطني. نعم نحن ربينا شبابنا وثقافتنا على تحرير فلسطين، لكن منذ عام 2000 بذلنا كل جهد ثقافي ممكن لثقيف شبابنا حول أن هذا الأمر دونه محاذير ومعادلات وتعقيدات، وهذا الموضوع هو موضوع للفلسطينيين وليس نحن الذين سنقوم بالتحرير عنهم، وقلنا ذلك على طاولة الحوار. عندنا مزارع شبعا وقضية الأسرى وموضوع خرائط الألغام، هنا ينتهي دور المقاومة التحريري. يبقى الموضوع الدفاعي، بعد هذا العدوان الذي حصل، لم نعد نثق ولم نعد نطمئن لا لإسرائيل أو للمجتمع دولي أو لأوروبا، أو لأية جهة خارجية، لأن هذا الوحش الذي تم زرعه في هذه المنطقة، يراد من هذا العدوان مرة أخرى إعادة الاعتبار لعصاه الغليظة، أي شعب يريد أن يعترض، تكون هذه العصا جاهزة، نحن أمام مسار سياسي بالمنطقة، ومن ضمن هذا المسار، موضوع التوطين وكيفية تمرير التوطين في لبنان، ومعروف كيف يتم التوطين في لبنان، إذا كانت هذه الحرب ستؤدي إلى تلبية شروط إسرائيل بنزع سلاح المقاومة، أعتقد أقل منها يؤدي إلى قبول التوطين، أتكلم بكل وضوح وبمنتهى الشفافية، نحن دورنا التحريري ينتهي كمقاومة عند حدود تحرير آخر شبر من الأراضي اللبنانية، ما عدا ذلك هو شأن داخلي لبناني. لاحقاً، كيف ندافع عن البلد، هذا موضوع مرتبط بعنوان الاستراتيجية الدفاعية، لا أكثر ولا أقل.
السنيورة: قلنا يا إخوان بالنهاية هذه الشروط الثلاثة في آن، وتكون الدولة هي صاحبة السلطة الوحيدة.
ميشال فرعون: سأعطي رأيي الشخصي بكل صراحة، اليوم الـ Package الذي يتكلم عنه دولة الرئيس أولاً ليس Package معروض من المجتمع الدولي. إذا استطعنا كمجلس وزراء أن نأخذ سلسلة من الاقتراحات التي كما قال عنها دولة الرئيس مزارع شبعا والأسرى والألغام، ونتفق على موقف موحد من هذه القضية، أنا برأيي نكون جميعاً وحدنا البلد ووضعنا موقفاً موحداً لمجلس الوزراء يتفهمه اللبنانيون جميعاً، حتى نخرج بمخرج مشرف من هذه الأزمة الكبيرة التي نعيش فيها والتي يمكن أن نسميها مأساة. أما موضوع سلاح حزب الله، فأنا أعتبر أن أكبر حزب في لبنان وهو جزء من القرار السياسي، إذا لم يستطع بعد كل هذه الأمور أن يضع سلاحه ويقول كيف ندافع عن الجنوب ويكون الجيش الخط الأول لنكمل، لأنه إذا وضع سلاحه أمام الجميع وقال أنا أنهيت مهمتي، الجيش والسلطة السياسية نرى كيفية المدافعة عن الجنوب، ويقف الجيش كخط أول للدفاع، وربما إذا سقط الجيش في مرحلة معينة تكون هناك إمكانية لنوع من الحرس الوطني، أو يكون جزء من عناصر حزب الله يدخل إلى الجيش، وقسم يكون في حرس وطني، ولكن ربما لا يكون على الحدود، بل أن يكون صفاً ثانياً للدفاع، اعتبر أنه على مجلس الوزراء أن يتخذ، إذا كان ليس اليوم، ربما في الغد أو بعد غد، هذا الموقف لأنه لا يجوز أن نقع بحرب أقوى بكثير من الحرب التي وصلنا إليها. إذا وضعنا هذه الشروط أو الاقتراحات التي هي مشرفة ويمكننا جميعاً أن ندعمها صفاً واحداً أمام الإعلام العالمي وبالمحافل الدولية، ونقول إن هذا موقفنا، نكون أنجزنا، ولكن لنضف شيئاً، أما العكس إذا لم نستطع اليوم أن نقول إن هذه الشروط كافية، سواء للحزب أم لغير الحزب، وهناك شروط إضافية أمام المجتمع الدولي بالأزمة والمأساة التي نعيشها، عندئذ نتجه إلى المجهول، لأنه عندئذ في الغد صباحاً يكون دولة الرئيس السنيورة غير قادر أن يطالب بهذا الشيء لأنه لا تكون لديه مصداقية أمام المجتمع الدولي.
فنيش: قلت إن مهمتنا التحرير تنتهي عند تحرير الأراضي اللبنانية، ما عدا ذلك ليس مهمة المقاومة، وكنت واضحاً في هذا الكلام وقاطعاً، والأمين العام (السيد نصرالله) قال ذلك على طاولة الحوار ومسجل في المحاضر، قلت إننا كلبنانيين، حتى موضوع بسط الدولة الآن وليس لاحقاً، لا نقاش في المبدأ أبداً، لا أحد يعتبر نفسه بديلاً عن الدولة، هناك ضرورات تفرضها المواجهة الحالية مع إسرائيل، في ما يتعلق بموضوع مزارع شبعا وموضوع الأسرى، ما عدا ذلك يبحث، ومع تسليم كامل بالمبدأ، ما هي الخطة الاستراتيجية الدفاعية، هذا حوار في ما بيننا، هذا ما أردت التأكيد عليه، ولا أعتقد أنني قمت بالربط بمسار إقليمي.
السنيورة: سيارات النفايات في بيروت وصل موضوعها إلى البيت الأبيض


شارل رزق: قناعتي أننا بهذه الجلسة قطعنا شوطاً كبيراً إلى الأمام، وهذا انطباعي، وهذه المرة الأولى منذ بداية الحرب أشعر أن هناك بصيص أمل ونهاية للـ tunelle الذي أدخلتنا به إسرائيل، أظن أن هناك عناصر بداية توافق في ما بيننا وهذه العناصر موجودة على الطاولة، ولكن هذه العناصر تحتاج إلى منهجية Methodologie لنصيغها بالتوافق على الأقل في ما بيننا حتى ندخل بالعملية الديبلوماسية التي تنتظرنا والتي لن ندخل فيها إلا انطلاقاً من قناعة أن الدخول يكون خطوة، وبعد أن نكون اعتمدنا جميعاً منهجية النفس الطويل، لأن موضوعنا ليس سهلاً ولن يحل بمعجزة، على أن ننطلق من شيء أساسي وهو من وحدتنا جميعاً كلبنانيين أمام العدوان، وأنا أعتقد أن هذه الوحدة أمام العدوان لم تنطلق فقط من نواحي أو اعتبارات عاطفية، ولكن من قناعة. أعتقد أن المقاومة فوجئت بضخامة العدوان الإسرائيلي وكانت مقتنعة بأنها تقوم بعملية هدفها تبادل الأسرى، ولكن إسرائيل كما عودتنا أن لديها دائماً خطوط Emergency أي لديها أكثر من خطة وحيدة وتستغل وتقتنص أول مناسبة تقدم لها لكي تقوم بعملية تتجاوز طبعاً المنظور، بعد ذلك وبخاصة الكلام الذي تفضل به دولة الرئيس وأخونا الوزير فنيش والجميع، يمكننا ننظر إلى بداية Methodologie نسير بها سوياً، أنا لا أرى أن هذا مستحيل، طبعاً هذا لا يزال صعباً، ويحتاج إلى مزيد من العمل والنقاش، ولكن وضعنا في نهاية هذا الاجتماع إطاراً وحدوداً، وضمن هذا الإطار يمكن أن نضع العناصر الأولى لموقف توافقي يكون ديبلوماسي على أن لا نتجاوز المطلوب الآن، والمطلوب النهائي الخروج من المأزق الحربي الذي نحن موجودون فيه.
طلال الساحلي: نحن في هذه اللحظة الراهنة التي نمر فيها بظروف صعبة، يتوجب علينا على الأقل أن نرى موقعنا مما يحدث عندنا وما هي المخططات الخارجية التي توضع للمنطقة، الواقع أننا نحن في فوهة البركان، وهذا البركان يطاول منطقة الشرق الاوسط كاملة، وإضافة إلى هذا، نرى أن ما حصل في العراق وما حصل في فلسطين وما يحصل الآن في لبنان، إلى حد ما خطوط أو حلقات في سلسلة واحدة لإعادة تشكيل المنطقة بطريقة جديدة، ما المطلوب منا في هذه المرحلة الراهنة، أن يكون موقفنا موحداً في مواجهة هذا العدوان، لا شك أننا أعطينا للمجتمع الدولي في البيانات التي صدرت عن الحكومة الكثير مما أراده، وإن كان نحن بطبيعة الحال لم نرضخ إليه، ولكن كنا متفهمين أنه يريد بعض هذه الأمور، وربما قد نحصل على شيء، والحقيقة أننا لم نحصل إلا على الدمار والدمار والدمار، وهناك شيء غير معقول يحصل في هذا العالم، هناك بربرية أو نازية جديدة لن ندخل فيها، المهم، المطلوب هو كسر إرادة المقاومة عند الشعب اللبناني ككل وليس كسر المقاومة، لنكن واضحين بهذا الأمر، أي وضع لبنان بأكمله تحت الإرادة الإسرائيلية المدعومة من الإمبراطورية الأميركية، هذا هو الواقع، هناك برغماتية في السياسة، هل يمكن أن نتحمل المعركة إلى النهاية أم لا، وإلى أي حد يمكننا التنازل أو قدرتنا على التفاوض أو أن نعطي؟



شاحنة الشويفات... الصاروخية
صادرت قوى الأمن في 22 تموز 2006 شاحنة في منطقة الشويفات كانت تنقل صواريخ للمقاومة في الجنوب، وعندما تبلّغ مجلس الوزراء بذلك، دار النقاش الآتي:
أحمد فتفت (وزير الداخلية): قوى الأمن تصر، لم أكن أريد أن يطرح هذا الموضوع بهذا الشكل، تصر إنه توجد صواريخ في الشاحنة التي أوقفت في الشويفات، وراء علب الزيت والفرش الموجودة بداخلها.
فؤاد السنيورة: أين السيارة؟
فتفت: موجودة، يقول جورج خوري (مدير مخابرات الجيش) واللواء أشرف ريفي (مدير عام قوى الأمن الداخلي) أنهم لم يروا إلاّ الموجود في البداية. ضابط في قوى الأمن دخل إليها، وأتمنى معالجة هذا الموضوع بهدوء وليس بهذه الطريقة.
الياس المر (نائب رئيس الحكومة): صاحب الشاحنة من آل قبيسي.
السنيورة: أتمنى أن ترسلوا من عندك (متوجهاً للمر) شخصاً ومن عند أحمد (فتفت) واحداً، وأخرجوا تنكات الزيت من الشاحنة.
المر: أتينا بصاحب الشاحنة من آل قبيسي، ويقول إنه ينقل زيتاً، ضابط قوى الأمن قال إنه رأى فرشاً في آخر الشاحنة، طلبنا منه أن يفرغها بالكامل، ولكن تبيّن أنها شاحنة صواريخ، فهرب أهل الشويفات، أهل الشويفات انقطع قلبهم وتركوا بيوتهم.
طلال الساحلي: من أخبرهم؟
المر: الذي قطع الطريق في الشويفات.
السنيورة: هل تعرفون المثل، هذا الكردي وهذا الحيط، أفرغوا الشاحنة انتهت.
محمد فنيش: هل تبحث (مخاطباً فتفت) عن صواريخ للمقاومة بشاحنة زيت؟
فتفت: يا محمد (فنيش)، الأهالي اتصلوا بقوى الأمن، وحضر شخص من قوى الأمن واتصل بقيادته وقال إنه يمكن أن يكون هناك صواريخ بداخل هذه الشاحنة، ونحن اتصلنا بوزير الدفاع، أين الخطأ؟ هل يمكنني أن أعلم أين الخطأ؟ ماذا نفعل؟
فنيش: أريد أن افترض أن هناك شاحنة محملة بالصواريخ، من حقنا أن ندخل صواريخ الآن إلى الجنوب.
فتفت: الموضوع يُحوّر، الأهالي اتصلوا بأن هناك شاحنة يخافون منها، حضرت قوى الأمن عندما شكت واتصلنا بوزير الدفاع، أين الخطأ؟ هل هذه تهمة هنا؟
مروان حمادة: شاحنة متروكة؟
نائلة معوض: لماذا تأخذها شخصية يا أحمد (فتفت).
فنيش: كل مسألة تحولونها شخصية، أنا أتكلم بالمبدأ وبمجلس وزراء، موجودون فيه كل الوزراء ومعاليك (متوجهاً لفتفت) ومعالي وزير الدفاع (المر)، أن تكون هناك شاحنة صواريخ متجهة إلى الجنوب، فهذه ليست مشكلة وطنية.
اميل لحود: لنتكلم بالسياسة الكبرى، وجميعنا متفقون أن الأكثر ضرراً هو الخلاف، في الداخل نتكلم بالسياسة التي نتكلم بها، ولكن في الخارج لا نريد أن نتكلم بها لأنها تخلق خلافات، لأجل ذلك، أهم شيء هي الوحدة الوطنية، لا نريد أن ندخل بنقاش الشاحنة، يجب أن ننساها.
فتفت: أنا أقول ما حصل من دون توجيه اتهامات.