أرخت تداعيات العملية التي نفذها الجيش في بلدة الحمودية غرب بريتال، أول من أمس، بظلالها على المشهد في البقاع. اعتصامات وقطع طرق واحتجاجات تواصلت منذ ليل أول من أمس، احتجاجاً على الطريقة التي اعتمدها الجيش في المداهمة التي أدت إلى مقتل المطلوب علي زيد إسماعيل (الملقب بإسكوبار) ووالدته وعدد من أقاربه ومرافقيه، بعد قيام عددٍ من هؤلاء بالتصدي للجيش بالأسلحة والقنابل والقذائف الصاروخية. وعلى الرغم من تسيير الجيش دوريات مؤللة على طول الطريق الدولية وحتى في قرى وبلدات غربي بعلبك، إلا أن بعض الشبان الغاضبين تمكنوا من قطع الطريق الدولية طوال فترة الصباح، وأحرقوا أعلاماً حزبية وصوراً لشخصيات سياسية. كذلك رُفعت لافتات عند مدخل البلدة باسم عائلة آل إسماعيل، عبّروا فيها عن «رفضهم استقبال ومشاركة سياسيين أو ممثلي الأحزاب في تقديم واجب العزاء أو التشييع».وفي الوقت الذي تداول فيه ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي تسجيلات صوتية لشبان من بلدة بريتال والحمودية يهاجمون فيها عدداً من السياسيين ورؤساء الأحزاب، أكد عدد من الشبان المشاركين في الحركة الاحتجاجية لـ«الأخبار» أن الخطة الأمنية «لا تتطلب بالضرورة ممارسة هذا الفائض من القوة بالمروحيات والأسلحة المتوسطة كما لو أنه أتخذ قرار بإعدام مطلوبين وتصفيتهم». المحتجون حمّلوا السلطة السياسية بكاملها مسؤولية ما حصل في الحمودية «ومش مقبول نشوف حدا منهم لأنهم كلهم بيتحملوا مسؤولية الأرواح اللي أزهقت بدم بارد»، كما يقول أحد أبناء بلدة بريتال.
الاحتجاجات انتهت بعد أن تسلمت عائلة إسماعيل جثامين قتلى عملية الدهم من الجيش، حيث فُتحت الطريق الدولية واستُقبلت الجثامين، وأعلنت قيادة الجيش ــــ مديرية التوجيه أنها «سلمت جثث سبعة قتلى من أصل ثمانٍ إلى ذويها، والذين كانوا قد سقطوا خلال عملية دهم منزل المطلوب علي زيد اسماعيل، وهم إضافة إلى الأخير، السوري حسين علي المطر، واللبنانيون: محمد زيد اسماعيل(شقيق علي)، يحي أحمد اسماعيل، زينب محمد اسماعيل(والدة زيد إسماعيل)، وبول نعمان(طبيب) الذي كان موجودا داخل منزل المطلوب علي (زيد) اسماعيل خلال تنفيذ عملية الدهم. وبنتيجة المتابعة، تبين أن سبب وجود المدعو نعمان هو تردده المستمر إلى ذلك المنزل بهدف تعاطي المخدرات. فيما تستمر التحقيقات لجلاء كامل هوية الجثة المجهولة(الثامنة)».
وستكون بلدة بريتال على موعد مع تشييع القتلى، صباح اليوم، بعد أن وجهت دعوات للمشاركة في التشييع ليس في بريتال والجوار، «فالعزاء ــــ بحسب أهل بريتال ــــ عزاء لكل منطقة بعلبك والهرمل بعشائرها وعائلاتها وسائر طوائفها». وحسب تقديرات الأجهزة الأمنية، فإن أهالي الحمودية وبريتال سيواصلون اليوم احتجاجهم بقطع الطرق وإحراق الإطارات.
الاحتجاجات انتهت بعد أن تسلمت عائلة إسماعيل جثامين قتلى عملية الدهم من الجيش


من جهته، دعا النائب السابق في كتلة الوفاء للمقاومة حسين الموسوي للمسارعة إلى تضميد هذا الجرح الموجع النازف لبلدة بريتال، وجبر الخاطر بكل شجاعة وشعور بالمسؤولية الإنسانية والوطنية.
بدورها، حيت كتلة المستقبل النيابية عملية الجيش في بلدة الحمودية، مؤكدة أنها «تأتي في سياق قرار الحكومة الذي تنفذه القوى الأمنية والعسكرية، بالقضاء على أحد أهم منابع الآفات الاجتماعية التي تُخلّ بالمجتمع، وعلى شبكات المخدرات التي تتقاطع مع شبكات الإرهاب وتجارة الأسلحة غير الشرعية، ما يعزز منطق الدولة والقانون الذي يطمح إليه اللبنانيون في جميع المناطق من دون استثناء».