بعد عشرين عاما من التنقيب: الصيداويون جاؤوا من ايران!
احتفلت البعثة البريطانية لحفرية الفرير الأثرية في صيدا والمديرية العامة للآثار بمرور عشرين عاماً على إطلاق مشروع التنقيب في محيط القلعة البرية ضمن المدينة القديمة. المشروع المشترك بين المتحف البريطاني والمديرية، سيتوج بافتتاح «متحف صيدا» الذي سيجمع مئات القطع الأثرية التي تم اكتشافها خلال العقدين الأخيرين. رئيسة البعثة كلود سرحال استعرضت نتائج أعمال التنقيب في مؤتمر صحافي في موقع الفرير أمس.
من مكتشفات موقع الفرير الاثري في صيدا (الأخبار)

وأوضحت أن التنقيبات في صيدا التي ذكرت 38 مرة في العهد القديم، كشفت تفاصيل أكثر عن البنى الدفاعية للمدينة بين القلعتين البرية والبحرية والطقوس و الشعائر عند الكنعانيين والفينيقيين والاحتفالات حول المدافن التي تمّ العثور عليها ووصل عددها الى 169 مدفناً تعود لأطفال وبالغين إلى جانب المعابد الثلاثة الرئيسية التي إكتُشفت في أرجاء الموقع. ولفتت سرحال إلى تعاون بين علماء من معهد سانجر وجامعة كامبردج في المملكة المتحدة، بدأ قبل عام، لدراسة الحمض النووي لهياكل عظمية عُثر عليها في موقع الحفريات. ويعتبر هذا مشروعاً سبّاقاً لجهة محاولته استخراج ودراسة الحمض النووي لأشخاص سكنوا لبنان ودفنوا فيه منذ 4000 عام. وبحسب سرحال، يقود البحث إلى أن سكان صيدا الذين عُرفوا باسم الكنعانيين (ثم الفينيقيين في ما بعد) انحدروا من خليط بين السكان المحليين والمهاجرين الشرقيين ربما من منطقة زاغروس، غرب إيران، ووصلوا إلى بلاد الشام قبل حوالي 5000 عام.