في حديثٍ إلى «الأخبار»، أوضح الخوري (24 عاماً) أنه اتصل قبل قليل بمكتب مكافحة جرائم المعلوماتية بطلب من محاميه، فتبلّغ بأن القضية ضده «قد أُقفلت»، بعدما كان مقرراً التحقيق معه غداً صباحاً. ولم يتبلّغ الخوري سبب إلغاء التحقيق ولا سبب الاستدعاء قبل ذلك.
وبعد الاتصال، نشر الخوري على موقع «فايسبوك» خبراً عن «إقفال الاستدعاء» ضده، شاكراً من دعمه.
الخوري هو الناشط الرابع الذي يتم استدعاؤه من قبل هذا المكتب خلال أسبوع واحد، بسبب منشور أو تعليق على موقع «فايسبوك». ومع تزايد حالات الاستدعاء، تنظم مجموعة من الناشطين وقفة احتجاجية صامتة مساء غد، بعنوان «#ضد_القمع» في ساحة سمير قصير في بيروت.
وفي الأساس لم يتضمن المنشور الذي يفترض أنه سبب الاستدعاء أي إساءة أو قدح وذم، بل هو أشبه برسالة إلى رئيس الجمهورية أراد عبرها توصيف الأوضاع الاجتماعية المتردّية.
استدعاء الخوري جاء بعد أيام قليلة من التحقيق مع الناشط شربل خوري والزميلة جوي سليم على خلفية منشور وتعليق على «فايسبوك»، تضمّنا، بحسب النيابة العامة، «إساءة للأديان». وقد استمرّ التحقيق مع سليم أربع ساعات انتهت بتوقيعها على تعهّد بـ«عدم المسّ بالأديان مجدداً» وبـ«حذف المنشورات المتعلقة بهذه القضية». أما خوري فقد استمرّ التحقيق معه ثماني ساعات قبل أن يُجبر في النهاية على إقفال حساب «فايسبوك» لمدة شهر كـ«عقوبة» له، علماً بأن ذلك تم من دون صدور أمر قضائي بذلك. النيابة العامة تحرّكت في حينه بناءً على أكثر من إخبار، بينها واحد قدّمه المحامي شربل ميلاد الخوري القريب من حزب «القوات اللبنانية»، بالإضافة إلى شكوى من المركز الكاثوليكي للإعلام الذي لعب دوراً أساسياً في هذه القضية. كما أن قرار إقفال خوري حساب «فايسبوك» لمدة شهر جاء استجابةً لمطلب رئيس المركز الكاثوليكي للإعلام عبده أبو كسم.
انا برأيي يحبسونا كلنا من هلّق ويحكموا لوحدن هنّي والشجرات والعنزات. #ضد_القمع
— Mawtoura (@mawtoura) July 22, 2018
كذلك، شهد هذا الأسبوع استدعاء مكتب مكافحة جرائم المعلوماتية الناشط عماد بزي بسبب منشور على «فايسبوك» متعلق بقضية «إيدن باي»، بالإضافة إلى توقيف مكتب المعلومات في مديرية الأمن العام الصحافي محمد عواد بسبب مقالات ومنشورات ذات طابع سياسي في مواقع خبرية وعلى «فايسبوك». مع ازدياد هذا النمط من التعامل من قبل الدولة مع الناشطين على وسائل التواصل الاجتماعي، تداعى ناشطون إلى تنظيم اعتصام في ساحة سمير قصير الساعة السابعة والنصف من مساء غدٍ، «رفضاً للقمع ودعماً لحرية التعبير»، في وقتٍ يبدو فيه المجال العام في لبنان يتعرّض إلى التضييق ومحاولة تكميم الأفواه.
الاعتصام دعت إليه مجموعة من الناشطين والصحافيين، بعدما طرح مراسل قناة «سكاي نيوز» في بيروت، سلمان العنداري، عبر موقع «فايسبوك» فكرة تنظيم وقفة احتجاجية تنديداً بما آلت إليه أوضاع الحريات في لبنان.