كما كان متوقعاً، انفجر صباح الإثنين القاطع الكهربائي الرئيسي في محطة نقل الكهرباء الواقعة على مدخل النبطية الشمالي عند دوار كفر رمان. العناية الإلهية أنقذت حارس المحطة الذي أصيب باختناق نقل إثره إلى المستشفى، لكنها لم تمنع انقطاع التيار الكهربائي والانترنت عن النبطية وبلداتها، وتوقف عمل محطات ضخ المياه التي تتغذى من المحطة.حتى مساء أمس، كانت فرق الصيانة في مؤسسة كهرباء لبنان قد أصلحت، وفق مصدر مسؤول، حوالي 30 في المئة من الأعطال. لكن الإصلاح الكلي «يحتاج إلى ما لا يقل عن أسبوع». حتى ذلك الحين، ستزود البلدات بالتيار على نحو تدريجي لحوالي ساعتين أو ثلاث يومياً. علماً بأن المنطقة تشهد اساساً تقنيناً قاسياً.
الحريق اقتصر على القاطع الرئيسي ولم يمتد إلى المحول الذي كان سيؤدي، في حال انفجاره، إلى تدمير المحطة وتضرر المباني السكنية والمحال المحيطة بها. لكن خطر تكرار الحادث وارد بقوة بسبب الحمولة الزائدة التي تضغط عليها. مخرج النقل الهوائي الحالي الذي يصل في محطة النبطية قبل أن يتوزع على بلدات المنطقة، أنشئ مع المحطة قبل أكثر من 50 عاماً، فيما المدينة والبلدات تتوسع عمرانياً منذ ذلك الوقت بشكل كبير (على سبيل المثال حي كفر جوز التابع لبلدية النبطية فيه حوالي 5 الاف شقة). المحطة تستمد التيار من معمل صور وتغذي بدورها بلدات قضاء النبطية بالكهرباء عبر 13 مخرجاً تغذي 45 بلدة من ضمنها مدينة النبطية. وقد بقيت المحطة على حالها في البنية الإنشائية والمنظومة التشغيلية. لكن الإستهلاك فاق قدرتها، ما أدى إلى تكرار الأعطال وانفجار الكابلات تحت الأرض والإنقطاع شبه الدائم للكهرباء. لتطوير الشبكة، استحدثت مؤسسة الكهرباء مخارج جديدة لتحسين التغذية الى البلدات المجاورة. بدءاً من مطلع العام 2016، أنجز جزء من الخطة الموضوعة منذ سنوات (كابلات تحت الأرض) وشملت استحداث مخارج جديدة تستمد الكهرباء من محطة النبطية. كما تغذي المحطة خط خدمات (24 ساعة ) لمستشفيات المنطقة ومحطات ضخ المياه ومقرات القوى الأمنية وبعض المؤسسات الرسمية. ويضاف إلى ذلك موافقات استثنائية لبعض أصحاب المؤسسات الضخمة والمجمعات السكنية والمطاعم للتغذية بالكهرباء من الشبكات العامة بدلاً من إنشاء محطة خاصة بهم.
مشروع بناء محطة جديدة اتخذ عام 2010 ولم يُنفّذ بعد


احتمال انفجار المحطة بسبب الحمولة الزائدة كان دائماً هاجساً موجوداً، وقد لحظت وزارة الطاقة والمياه إنشاء محطة جديدة. في عام 2010، استملكت مؤسسة الكهرباء قطعة أرض بمساحة خمسة آلاف متر مجاورة للمستشفى الحكومي لإنشاء محطة تحويل رئيسية على توتر 220 كيلوفولت بسعة 140 ميغاواط لاستيعاب الطلب المتزايد على الكهرباء. كما وقعت عقداً مع مديرية الهندسة في الجيش اللبناني للمباشرة باستملاك خط توتر عالي 220 كيلوفولت من معمل الزهراني الى المحطة الجديدة. الإستملاك لم يعقبه مباشرة بالتنفيذ في ظل وعود متكررة من وزراء الطاقة والمياه المتعاقبين بأن تشييد المحطة سيبدأ قريبا. خطة الكهرباء التي أقرها مجلس الوزراء في أيلول الفائت، شملت إنشاء محطة تحويل واستحداث خطوط نقل جديدة. لكن مصادر تمويلها لم تؤمن بعد.