دعا رئيس مصلحة الابحاث العلمية الزراعية ميشال افرام إلى إعلان «حالة طوارئ مائية وبيئية وصحية وغذائية» في وجه التلوّث الذي «يهدّد حياة اللبنانيين ومستقبلهم». وأكّد أنه «ليس هناك مكان واحد على الشاطئ خال كليا من التلوث، من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب، إنما هناك أماكن أقل تلوثا من غيرها».وحذّر افرام من ان «لبنان تخطى حافة الخطر وتجاوز الخط الأحمر، وقد يصل إلى نقطة اللاعودة بسبب التغير المناخي، وتراجع معدل الأمطار ونقص المياه السطحية والجوفية». ولفت الى أن المصلحة قامت بمسح لنوعية المياه في كل المناطق اللبنانية، «وجاءت النتائج كارثية بحيث قد يصل التلوث إلى حدود 100%». وشدّد على أن مياه لبنان بمعظمها ملوثة بنسب متفاوتة، تلوثا جرثوميا وكيميائيا وبالمعادن الثقيلة (خصوصا الزئبق)، «وليس هناك نهر أو نبع أو منطقة بمنأى عن هذا التلوث. كل قطرة مياه في أي مكان في لبنان يتوجب فحصها لأنها قد تكون ملوثة. ولا ينفع تنظيف مجاري الأنهر الملوثة قبل رفع التلوث عنها، أي محطات تكرير المياه المبتذلة، ومنع رمي النفايات الصلبة والسائلة والزراعية والصناعية».
وأوضح أنه نتيجة استعمال مياه المجارير والمياه الملوثة، والإكثار من استعمال الأسمدة والأدوية الزراعية، تراكمت المواد الكيميائية والمعادن الثقيلة في التربة التي تحتفظ بالملوثات لفترة طويلة، وكذلك في الخضر وغيرها، وتبين بعد التحليل المخبري، مثلاً، وجود 34 ضعفاً من الكروم والكاديوم في البقدونس والنعنع المرويين من مياه الأنهر الملوثة.