بعد الضجة التي أثيرت إثر موافقة وزير الثقافة في حكومة تصريف الأعمال غطاس خوري على هدم مبانٍ ذات طابع تراثي في العقار رقم 1231/الأشرفية، وبعد أن أصدر محافظ بيروت زياد شبيب، اول من امس، قراراً يقضي بوقف القرار الأول، أطل خوري في مؤتمر صحافي، أمس، ليوضح ملابسات ما حدث.شرح الوزير قصة العقار التي بدأت منذ العام 2010، عندما اشتراه شخصان بعد استحصالهما من المديرية العامة للآثار على إفادة بأنه غير مدرج على لائحة الجرد العام للأبنية التراثية، ومن ثم تقدما من المديرية نفسها بطلب هدمه، فجاء الجواب بعدم الموافقة على الطلب. طعن المالكان عندها بالقرار أمام مجلس شورى الدولة، فأصدر الأخير في العام 2016 قراره بإبطال قرار منع الهدم. بعد تبلّغها قرار شورى الدولة، أدخلت الوزارة العقار في لائحة الجرد العام للأبنية التاريخية. لكن، العام الماضي وجه محافظ بيروت كتاب رقم 22017 مرفقاً بتقرير خبيرين، يفيد بأن الأبنية المشادة على هذا العقار مهددة بالسقوط، الأمر الذي أيّدته الدائرة الفنية المختصة في الوزارة. وتمّ إبلاغ مالكي العقار بضرورة ترميمه، ليأتي ردّهم اوائل العام الجاري بتعذّر الترميم، طالبين من الوزارة إمّا استملاكه أو الموافقة على هدمه.
خوري: نحن نعلم دورنا... وتصرفنا على أساسه


«يؤخذ قرار الاستملاك في حالات قليلة لتعذر الإمكانيات والتمويل، وهو يتطلّب أكثر من مجرد وجود الطابع التراثي، لأن بيروت فيها أحياء عديدة ذات طابع تراثي»، يقول خوري مبرّراً ما أبدته الوزارة من عدم ممانعة في هدم المباني شرط المحافظة على الواجهة الأساسية خاصة الشرفات، وإلزام أصحاب العقار بتقديم خرائط مفصّلة توضح كيفية دمج الواجهات في المبنى الجديد. تمّ إبلاغ محافظ بيروت الذي وافق على الهدم شرط التقيد بطلب الوزارة. لدى المباشرة بأعمال الهدم، تبين أن أصحاب العقار لم يتقيدوا بمضمون القرار الصادر عن «الثقافة»، فأوقف المحافظ عملية الهدم.
يحاول خوري تأدية دور الوسيط بين المحافظة على الأهمية الثقافية للمباني وبين حاجة مالكيها إليها «هناك أهمية للإبقاء على المباني التراثية دون إعاقة أصحاب الملك من الاستفادة من عقاراتهم» مشدّداً على أهمية المحافظة على ذاكرة المدينة، الذاكرة نفسها التي يتهمه ناشطون بأنه يحاول تناسيها، ضمن الحملات الكثيرة التي انتقدت الموافقة على هدم المباني.
حين توجهت له صحافية بالسؤال عما إذا كان دور وزارة الثقافة يقضي بالبحث عن حلول وسط أم المحافظة على هذه المباني، اكتفى بالرد: «نحن نعلم دورنا... وتصرفنا على أساسه».