قبل سفر رئيس الحكومة المكلّف سعد الحريري إلى السعودية، وبعد عودته من هناك، يتبدى مناخان سياسيان؛ الأول يشي بسرعة ولادة الحكومة قبل عيد الفطر، والثاني يحيلها إلى ما بعد بعد عيد الفطر. المتفائلون يؤكدون أن الحريري قرر إسقاط معادلات حكومته الحالية على الحكومة الجديدة، وبالتالي، تبقى أمامه مهمة محددة تتمثل في إعادة النظر بتوزيع الحقائب ربطاً بالأحجام النيابية الجديدة وبحصة رئيس الجمهورية، ومنها رغبته في أن يختار نائب رئيس الحكومة (حماسة رئاسية لعصام فارس).في المقابل، أكدت مصادر سياسية مطّلعة على مسار التأليف أن الكلام الإيجابي لا يمت إلى الواقع بصلة، لا سيما في ظل عدم تسليم بعض الجهات بالتوازنات الجديدة التي فرضتها نتائج الانتخابات الأخيرة. وقالت المصادر لـ«الأخبار» إن الاتفاق على الحصص والأسماء دونه الكثير من المطبات، خصوصاً أن بعض المراجع يتصرفون على قاعدة استسهال حصولهم على ما يريدونه، سواء في ما يخصّ المقعد الدرزي الحكومي الثالث للنائب طلال أرسلان، أو المقعد السنّي الذي يخصّ قوى 8 آذار، فضلاً عن تنافس المكوّنات المسيحية على الوزارات نفسها (الطاقة والتربية والأشغال والاتصالات).
وفيما لم يفصح الحريري عن سبب عدم استقباله من قبل أي مسؤول سعودي خلال وجوده في الرياض، قال مسؤول لبناني لـ«الأخبار» إن الحريري قدّر كثيراً للسعوديين أنهم تمكنوا من إقناع كلّ من الرئيس نجيب ميقاتي والنواب عبد الرحيم مراد وفؤاد المخزومي وفيصل كرامي بتسميته رئيساً للحكومة، لكنه صُدمَ عندما لم يجد من يحدد له موعداً جديداً مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، علماً بأن القائم بالأعمال السعودي في بيروت وليد البخاري كان قد سبقه إلى العاصمة السعودية.
وعلم أن النائب وليد جنبلاط سيتوجّه الى السعودية نهاية الاسبوع الحالي، فيما يحاول الرئيس أمين الجميل انتزاع موعد لنجله النائب سامي الجميّل قبيل ولادة الحكومة الجديدة.
الروس يحمّلون الحريري مسؤولية عدم توقيع اتفاقية التعاون العسكري


وحول زيارة الحريري المرتقبة لموسكو للمشاركة في حفل افتتاح المونديال (2018)، تحاول أوساط الحريري إعطاء معنى سياسي لهذه الزيارة. إلا أن مصادر روسية أكدت لـ«الأخبار» أن الزيارة عادية وسيستقبله الرئيس الروسي فلاديمير بوتين كغيره من الشخصيات المشاركة في افتتاح المونديال، خصوصاً أن المباراة الأولى ستكون بين الفريقين الروسي والسعودي. وتعود المصادر الى أزمة عدم توقيع لبنان اتفاقية الدفاع المشترك مع روسيا، وعدم إعطاء الحكومة اللبنانية برئاسة الحريري التفويض لوزير الدفاع يعقوب الصراف بتوقيعها خلال مؤتمر الأمن الدولي في آذار الماضي، كما كان متفقاً عليه. وتشير المصادر الى أن الروس يحمّلون الحريري مسؤولية ذلك، ويعتبرون أن عدم توقيع الاتفاقية مردّه الاستجابة للضغوط والعقوبات الأميركية ضد روسيا.

الحدود البرية مجدداً
إلى ذلك، اجتمع الرؤساء الثلاثة ميشال عون ونبيه بري وسعد الحريري، مساء أمس، في القصر الجمهوري، بحضور المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم، ورئيس الوفد العسكري اللبناني المشارك في اللقاءات الثلاثية التي تعقد في الناقورة العميد أمين فرحات، والعميد رولي فارس. وتم خلال الاجتماع عرض حصيلة المفاوضات بين لبنان و«إسرائيل» عبر «اليونيفيل»، لمعالجة النقاط المتنازع عليها من الخط الازرق، والتي ما زالت تدور بين الوفدين العسكريين اللبناني والاسرائيلي في مقر القيادة الدولية للامم المتحدة في الناقورة. وقال الحريري للصحافيين، والى جانبه اللواء إبراهيم، إنه في موضوع ترسيم الحدود «ثمة أجواء إيجابية في هذا الشأن، ونحاول العمل في شكل إيجابي للتقدم في موضوع ترسيم الحدود البحرية والبرية، وهذا الاجتماع عقد بطلب من فخامة الرئيس، من أجل توحيد الافكار والقرار بالنسبة الى هذا الامر. كذلك بحثنا في الاوضاع العامة في البلد، والايجابيات السائدة بين الجميع، وإن شاء الله ستنعكس هذه الايجابية على التشكيل في أسرع وقت ممكن».
وأضاف: «لا أعتقد بوجوب التوقف عند وزير من هنا أو آخر من هناك، فالوضع الاقتصادي صعب ويجب تشكيل الحكومة في أسرع وقت»، وأشار إلى أنه يلمس «تجاوباً كبيراً من التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية وحزب الله والمردة وحركة أمل وكل الأحزاب الأخرى».