حذّرت وكالة التصنيف الدولية ”موديز“، في بيان مقتضب أصدرته، أمس، من تفاقم الأخطار الجيوسياسية في لبنان، مشيرة إلى أن إبقاء النظرة المستقبلية للبنان ضمن مستوى ”مستقر“ رهن بتنفيذ الإصلاحات المالية إلى جانب الحفاظ على تدفقات خارجية كافية لدعم تثبيت سعر صرف الليرة مقابل الدولار. وجاء بيان الوكالة بعنوان: ”لبنان: انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي مع إيران يفاقم أخطار السيولة والسياسة“، مشيراً إلى أن الحكومة الأميركية ”فرضت سلّة من العقوبات الجديدة على أعضاء في حزب الله الذي يعدّ حزباً سياسياً أساسياً في لبنان وتصنّفه الولايات المتحدة على أنه منظمة إرهابية“. لذا ترى أن ”هذه التطورات تزيد درجة الأخطار الجيوسياسية للبنان، وتفاقم أخطار السيولة لدى الحكومة والقطاع المصرفي“.تقول الوكالة: ”فيما يعتمد لبنان على الودائع المصرفية التي تموّل حاجات الحكومة والاقتصاد، فإن الاعتماد على الشركاء الخارجيين للدعم الأمني والاقتصادي والمالي يكشف لبنان أمام أخطار عدة. الرؤية المستقبلية للبنان تبقى مستقرة ربطاً بحصول عملية دمج بين الإصلاحات المالية والحفاظ على تدفقات خارجية كافية لدعم تثبيت سعر صرف الليرة مقابل الدولار“.
بيان الوكالة يعني أن ”موديز“ تراقب الأوضاع في لبنان والأثر المترتب عليه بسبب التطورات الدولية والإقليمية. هذه المراقبة هي محطّة مبكرة قبل الوصول إلى التصنيف النهائي للدين السيادي. وكالات التصنيف الدولية تتبع منهجية تتضمن عدة مستويات أولها ”البيان“ الذي يعدّ بمثابة تحذير أو إنذار للمستثمرين وسواهم، ثم هناك ”النظرة المستقبلية“ التي تتراوح بين ”إيجابي“ و”مستقر“ و”سلبي“، ثم التصنيف النهائي. هذا المسار التقني، هو سياسي أيضاً في جانب كبير منه، وهو عبارة عن مؤشّر عن اتجاهات السياسة الدولية وعن الأوضاع الاقتصادية لبلد ما.