فاطمة ليست «مقطوعة من شجرة». فوالدتها لا تزال على قيد الحياة، ولها سبعة اخوة: شابان وخمس بنات. ينقل أحدهم إن إخوتها استدانوا قبل نحو أسبوع لتأمين كُلفة طبابتها، «إذ كانت تُعاني من التهابات في صدرها». وبحسب رواية هؤلاء، سألها إخوتها إن كانت تملك المال الكافي لتأمين كلفة المُستشفى فأخبرتهم أنّها «تملك مالا في البنك».
ثمانية ملايين ليرة معدل الفوائد التي كانت تدخل إلى حسابها شهريا
كشف الحساب الخاص بها يظهر أنّها عمدت خلال الأشهر الثلاثة الأولى من العام الحالي الى سحب نحو مليون و750 ألف ليرة لبنانية على ثلاث مراحل، بمعدّل نحو 600 ألف ليرة كل شهر. أمّا الفوائد التي كانت تدخل في حسابها شهريا، فيبلغ متوسّطها نحو ثمانية ملايين ليرة.
وُلدت فاطمة بتشوّهات في يديها وقدميها حالت دون قدرتها على المشي، وهي تزوّجت مرّة واحدة، «قبل أن يعمد والدها قبل وفاته الى تطليقها من زوجها الشاب الذي كان يطمع فيها»، على حدّ تعبير الأشقر، لافتا إلى أن والدها استحصل على قرار يؤكّد عدم قُدرتها على الزواج «ليدرأ عنها الطمع الشاب».
في اتصال مع «الأخبار»، قال ابن أخيها إنّ عمته «كانت ذكية جداً»، وكانت «تهرب» من بيتها في عكّار في كل مرة «كانت تأتي بها العائلة لمنعها من التسوّل».
عُثر على فاطمة أمس، في سيارة مرسيدس قديمة كانت تستخدمها مأوى لها. يقول ابن أخيها إنه وُجدت بين أغراضها لائحة بأرقام هواتف كانت تستعين بأصحابها ليقوموا بتوصيلها الى البنك ومُساعدتها في إجراء المعاملات المطلوبة.
إلّا أنّ أخطر ما أثارته هذه الحادثة هي ردود الفعل العدائية ضدّ المُتسوّلين على مواقع التواصل الإجتماعي، وهو ما قد يُضاعف حجم العنف المعنوي الذي يتعرّض له الكثير من المتسوّلين المحتاجين فعلاً، في ظل غياب أي معالجة تراعي هشاشة هذه الفئات وتحفظ حقوقها تمهيدا لمواجهة ظاهرة التسوّل.