لم يحضر، أمس، أهل الجامعة اللبنانية إلى الاحتفال بعيد جامعتهم الـ67 من القاعات الدراسية والمختبرات والمراكز البحثية. أتوا من الشارع ومفترقات الطرق حيث سيواصلون إضرابهم، لأسبوع ثالث، من أجل ترجمة الوعود وبلورة اقتراح القانون المعجل المكرر الذي قدمه وزير التربية مروان حمادة والذي يعطي الأساتذة ثلاث درجات.المجتمعون في قاعة المؤتمرات في الحدث حيث الاحتفال، رئيساً ومجلس جامعة وأساتذة ورابطة وموظفين وطلاباً، حذروا من محاولات تجاهل جامعتهم وتهميشها وإضعافها، وسط صمت مدوٍ رسمي وسياسي وحزبي وشبه إعلامي ولقادة الرأي في لبنان. رفضوا تظهير التحرك النقابي على أنه لهاث وراء حفنة من الدولارات لوضع الأساتذة في مواجهة الطلاب والسماح بمواصلة حرب الاستنزاف غير المعلنة على الجامعة. استذكروا كبارهم لا سيما منهم من رحلوا هذا العام مؤسس كلية العلوم وزير التصميم الدكتور حسن مشرفية الذي انطفأت شعلته قبل أيام وتحديداً في يوم تأسيس الجامعة، والرئيس الأسبق لرابطة الأساتذة المتفرغين النقابي صادر يونس.
اختار المحتفون لجامعتهم دور «صناعة الريادة» ونشر ثقافة الجودة وتطوير الأدوات التعليمية والبحثية والمهارات القيادية، فيما السلطة السياسية لا تزال تحرم المؤسسة التربوية الرسمية الوحيدة من أبسط مقومات الصمود والمواجهة، إن عبر تشتيتها وتفريعها إلى فروع للمذاهب والطوائف أو مصادرة قرارها الأكاديمي والإداري وتقليص موازنتها والتدخل السياسي في شؤونها.
الوعود التي حصلت عليها رابطة الأساتذة المتفرغين حتى الآن لم تقدِّم الاطمئنان الكافي بتحقيق مطالبها، هذا ما أكدته الرابطة خلال اجتماع تقييمي عقدته بعيد لقائها حمادة. ما يطلبه الأساتذة بصورة خاصة:
توقيع الكتل النيابية على اقتراح القانون، علماً بأنّ وزير التربية سلمها نسخة من الاقتراح موقعة من ثلاثة نواب من كتلة اللقاء الديموقراطي النيابية.
إحالة اقتراح القانون إلى المجلس النيابي، وقد اتصل وزير التربية بأحد النواب لتقديمه.
إدراجه على الجلسة التشريعية المقبلة للمجلس النيابي.
رغم ذلك، لا تزال الرابطة تعوّل على القوى السياسية والكتل النيابية فهي تدعوها إلى يوم تضامني مع الجامعة، الأربعاء المقبل، كذلك تفتح مقرها في بئر حسن من العاشرة صباحاً حتى الخامسة مساءً للهيئات النقابية والأهلية والمؤسسات الإعلامية للتعبير عن تضامنها ودعمها للجامعة.
الرابطة تعهدت للطلاب بأنها ستكون حريصة على مصلحتهم، ولن تضيع عليهم أي فرصة لإنهاء العام الجامعي على أكمل وجه.