من خلال متابعة الوضع على الساحة اللبنانية، يتضح لنا أن الأمور تذهب نحو التصعيد بشكل أكبر نحو حزب الله، وذلك من خلال تغريدات الوزير ثامر السبهان التي وصف فيها حزب الله بالميليشيا الشيطانية، وهدّده بأنه سيكون عبرة للآخرين، وقال إن السعودية عازمة على اتخاذ جميع الوسائل الرادعة لحزب الله، وإن الهدف ليس تطيير الحكومة بل تطيير حزب الله.* إن هذا الموقف التصعيدي جاء تزامناً مع الزيارة التي قام بها الرئيس سعد الحريري على عجل الى المملكة العربية السعودية حيث التقى ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، وجرى البحث في آخر التطورات، وبحسب ما تفيد مصادر خاصة، فإن الحريري تبلّغ عتباً سعودياً على الموقف الرسمي اللبناني، مع التأكيد أن لبنان لا يحتمل أن يكون في مواجهة مع الدول العربية، ولذلك يجب أن يكون موقفه الرسمي منسجماً مع أشقائه العرب، ولا يصبّ في صالح ايران، كما سمع الحريري أن هناك خطوات جديدة ستُتخذ ضد إيران وحلفائها في المنطقة، بهدف تحجيم نفوذها، وبالتالي لا يمكن القبول ببقاء لبنان خاضعاً للسيطرة الإيرانية، ويجب أن يكون الموقف الرسمي غير خاضع للإملاءات الإيرانية، لأن هذا قد يوقع على لبنان إجراءات عقابية.
هناك من يعتبر هنا في بيروت أن الجوّ الدولي مهيّأ لاستهداف إسرائيلي لحزب الله


* كذلك سمع الحريري حرصاً على العلاقة معه من قبل السعودية، وحرصاً على بقائه في الحكومة نظراً لما يمثله من توازن. وبرغم التفهّم السعودي لمدى التوازنات الدقيقة في لبنان، فقد تمت مطالبته بمواقف حازمة ضد حزب الله وإيران، فيما رأى هو أن إسقاط الحكومة سيؤدي إلى إخراجه من السلطة وتشكيل حكومة جديدة موالية بكاملها لحزب الله.
* هناك المزيد من أجواء التصعيد تلوح في الأفق، وهو ضمن سياق حملة دولية كبرى ضد إيران بدأتها الولايات المتحدة الأميركية، فيما لقاءات المسؤولين اللبنانيين مع المسؤولين السعوديين ستستمر في الأيام المقبلة، مع زيارة من المرتقب أن يقوم بها مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان إلى المملكة، بالإضافة إلى شخصيات أخرى.
* ولا تنفصل هذه الحملة عن تصعيد آخر، حيث هناك من يعتبر هنا من بيروت ان الجو الدولي مهيّأ لاستهداف إسرائيلي لحزب الله، مع الاشارة إلى أن إسرائيل حصلت على ضوء أخضر أميركي للقيام بذلك، وهي ستنتهز الفرصة المؤاتية، وستستفيد من نقمة عربية كبيرة على حزب الله وايران لتوجيه الضربة.
* في المقابل، يستمر حزب الله بالاستخفاف بكل هذا الكلام والتحليلات، ويقول قيادي بارز فيه إن إسرائيل لا تعمل لدى العرب لتلبية طموحاتهم، وهم يراهنون عليها لشنّ ضربة على حزب الله، إلا أن إسرائيل لا تريد ذلك، وهي تريد تحقيق بعض المصالح الاستراتيجية، لكن بدون الدخول في حرب، مع الاشارة الى أن لدى الحزب وإيران المزيد من الارواق التي بإمكانهم استخدامها للجم إسرائيل عن القيام بأي خطوة.
د. حمد سعيد الشامسي
السفير
التاريخ 31/10/2017