لا مكان للخوف في قاموس الرئيس العماد إميل لحود. قناعته ثابتة بأن «النصر الحاسم للمقاومة وحلفائها، طال الزمن أو قصر، صار قريباً جداً في سوريا». السيد حسن نصرالله «في قلبي وضميري». يقول لـ«الأخبار» إنه محظوظ «لأنه مع الفترة التي تسلمت فيها سدة الرئاسة، وجدت رجالاً مستعدين للموت في سبيل تحرير الأرض والدفاع عنها. هؤلاء المقاومون أعادوا للعرب كرامتهم، ولكن للأسف في لبنان لا يتعلمون من هذه المقاومة، لقد عادوا إلى سيرتهم السابقة التي أصلاً لم يغادروها، وقانون الانتخاب الحالي خير مثال، إنه عملية خداع للمواطن قالوا إنه نسبي، بينما هو مذهبي، وكل همّ الطبقة السياسية إرضاء أسيادها، هؤلاء في نهاية كل شهر لهم رواتب منهم ولا يستطيعون قول لا، وقلائل هم الذين ليسوا من ضمن لائحة القبيضة».كل ما نشهده على مستوى المنطقة اليوم «هو بمثابة تهبيط حيطان». الإسرائيلي والأميركي يحسبان الأمور جيداً. تل أبيب لن تجرؤ على خوض حرب جديدة، لأن الرد الذي ينتظرها أكبر بكثير من كل الحروب الماضية، «لا بل لدى الإسرائيلي رعب من المفاجآت التي تنتظره، والصراخ الأميركي شبيه بما حصل مع كوريا الشمالية، فعندما هدد الرئيس الكوري باستخدام الزر النووي، وجدنا دونالد ترامب يسارع إلى طلب التفاوض، وعندما سيقول له فلاديمير بوتين: انتبه، لأن إصبعي على الزناد، سيطلب ترامب سريعاً لقاء الرئيس الروسي والتفاوض معه» يقول لحود.
يسجّل لحود أنه «كلما ربحنا في مكان، يلجأ العدو إلى ذات السلوك، في سوريا يعمدون إلى كذبة استخدام الكيماوي بوجه الرئيس العربي السوري الدكتور بشار الأسد، وفي لبنان يلوِّحون بالمحكمة الدولية الخاصة في وجه سيد كل المقاومين العرب أخي السيد حسن نصرالله، لكن هذا الأسلوب لم يعد نافعاً». يضيف: «صدقوني، في المرحلة المقبلة لن يكون هناك مكان للمذهبية، لا في سوريا، ولا في لبنان، بعدما ثبت أنها الخطر القاتل الذي يفوق خطر الاحتلال والعدوانية الإسرائيلية، والأمور في لبنان ستتغير مهما كابر المكابرون، لأن التحول في سوريا سيعيد الموازين إلى طبيعتها، وأنا منذ بداية الحرب على محور المقاومة في سوريا في عام 2011 قلت إن الربح حليف محور المقاومة، والروسي لن يسلّم في سوريا، لأن رأسه هو التالي في الاستهداف بموجات الإرهاب».
لحود يبشّر بنصر حاسم في سوريا: صار قريباً جداً


ما يستفز الرئيس لحود في هذه الأيام «كيف أن الطيران الحربي الإسرائيلي يعربد في سماء لبنان ويضرب سوريا، ولبنان يلتزم الصمت ويقولون بالحياد والنأي بالنفس، أو يكتفي البعض بالشكوى إلى مجلس الأمن»، يقول: «هذه نكتة سمجة نعرفها جيداً». يرى أن الحرب «ستنتهي في سوريا لمصلحة محور المقاومة، ويشير إلى أن ترامب الذي التزم في حملته الانتخابية تغيير النظام السعودي وفتح ملفات 11 أيلول، «هو الذي ابتزّ السعوديين وأخذ كل ما أراد منهم من مال وتطبيع مع العدو الإسرائيلي».
يؤكد لحود أن سوريا المنتصرة «لا مكان فيها للمذهبيين، ولبنان المقاوم أيضاً لا مكان فيه للمذهبيين، لأن المذهبية صنو الفساد وحليفته، وما قاله السيد نصرالله في هذا المجال مؤشر كبير يؤكد أننا ذاهبون إلى معركة مع المذهبيين الفاسدين، ولكن بهدوء وبلا ضوضاء، حتى تنتظم الأمور لمصلحة المقاومين، ولعل المدخل سيكون قانون الانتخاب، لأن القانون الحالي لن يفرز نواباً وطبقة سياسية تفكر كما السيد نصرالله، بل سيفرز مذهبيين فاسدين».
يشدد لحود على أننا «عندما ننتصر سنجد الطبقة المذهبية الفاسدة تزايد علينا وتذهب للنوم في الشام، ولكن هذه المرة لا أعتقد أن الأبواب ستكون مشرعة لها كما في السابق».
يراهن لحود على السيد نصرالله والمقاومين الذين يخوضون على الأرض أشرس المعارك وأشرفها، أما باقي السياسيين في لبنان، فلا رهان عليهم باستثناء البعض القليل جداً منهم. لقد جربتهم ولم أجد نظيفاً إلا الرئيس سليم الحص، والبقية بمعظمهم من جماعة «القبيضة».
يختم لحود بالقول: «أنا أعرف أن قيادة المقاومة لم تكن مع القانون الانتخابي الحالي، بل مع النسبية المطلقة ولبنان دائرة واحدة مع الحفاظ على المناصفة لحين إلغاء الطائفية السياسية، ولو حصل ذلك لخسر كل المذهبيين الفاسدين وفاز من يفكر وطنياً، وحينها نصبح أقوى دولة في العالم. وبرغم ذلك، أرى أياماً جميلة قادمة على لبنان، ولا مناص من قانون انتخابي وطني جديد».