صار من المؤكد أن لائحة المستقبل ــ الاشتراكي في البقاع الغربي ستضم كلاً من زياد القادري ومحمد القرعاوي عن المقعدين السنيّين، وائل أبو فاعور عن المقعد الدرزي، أمين وهبي عن المقعد الشيعي، غسان السكاف عن المقعد الأرثوذوكسي، وهنري شديد عن المقعد الماروني. لكن تأخير تسجيل اللائحة في وزارة الداخلية وانتظار اليوم الأخير لمهلة التسجيل يعودان إلى خلافات اللحظات الأخيرة، التي برزت في عطلة نهاية الأسبوع، والتي ترتبط حصراً بالمقعدين الأخيرين (الماروني والارثوذوكسي). فبعد فشل المفاوضات بين المستقبل والتيار الوطني الحر لضمّ مرشحه شربل مارون إلى اللائحة، بسبب إصرار المستقبل على أن يكون هنري شديد هو المرشح عن هذا المقعد، وجد «الاشتراكي» أن من حقه أن يكون له مرشح عن أحد المقعدين المسيحيين، خاصة أن المقعد الأرثوذوكسي كان من نصيبه في الانتخابات الماضية. لكن رفْض المستقبل جعل «الاشتراكي» يهدّد بتشكيل لائحة مع «القوات»، قبل أن تعود الأمور إلى نصابها ويحسم النقاش لمصلحة استمرار التحالف بينهما، خاصة أن المصلحة الانتخابية للطرفين تقتضي أن يكونا معاً، وبقاء السكاف مرشحاً عن المقعد الأرثوذوكسي. وهذا الأمر أكده السكاف نفسه، الذي أوضح لـ«لأخبار» أنه يشارك في اللائحة بصفته مستقلاً، مؤكداً في الوقت نفسه أنه سيكون عضواً في كتلة المستقبل النيابية في حال فوزه.
«الاشتراكي» هدّد «المستقبل» بتشكيل لائحة مع «القوات»... بعد الخلاف على المقعد الأرثوذوكسي


بالنسبة إلى المقعد الماروني، طرفا الخلاف هما المستقبل والتيار الوطني الحر، الذي رشّح لهذا المقعد شربل مارون، فيما كان المستقبل يصرّ على تبنّي شديد. لكن بعد عدم إعلان اسم ماروني من ضمن ترشيحات التيار الوطني الحر، حسم انضمام شديد إلى اللائحة. إلا أن ما لم يحسم بعد هو ما إذا كان ترشيح شديد نتيجة اتفاق مع التيار، يقضي بانضمامه إلى تكتله النيابي في حال فوزه، خاصة أن من الأفكار التي طرحها المستقبل في الدوائر التي اختلف فيها مع العونيين على توزيع المرشحين، هي أن ينتظر إلى ما بعد النتائج، ليصار حينها إلى الاتفاق على توزيع النواب.
مصادر المستقبل، كما مصادر 8 آذار، تؤكد أنه حتى ليل أمس لم يكن الأمر قد حسم بعد. وبعدما كان التيار الوطني الحر يفاوض من موقع قوة ساعياً إلى تكريس مرشحَين له في الدائرة، انخفضت مطالبه إلى الحد الأدنى بعد خسارته كل أوراقه. لكن بالرغم من ذلك، فإن «التيار» الذي يغيب ترشيحاً لا يزال يإمكانه أن يضع أصواته في سلة أيّ من اللائحتين المتنافستين. ودعمه للائحة 8 آذار سيعني صبّ أصواته عند مرشحه الأول، أي النائب السابق لرئيس مجلس النواب إيلي الفرزلي. وذلك يعني أيضاً عودة التيار للقبول، واقعياً، بما رفضه أثناء المفاوضات التي كانت تجري لانضمام التيار إلى اللائحة عبر مرشح واحد، واضطرار الفرزلي إلى الدخول إلى اللائحة مستقلاً. وفي المقابل، فإن دعمه لشديد سيكون مرتبطاً بالتزام المستقبل بأن ينضم في حال فوزه إلى تكتله النيابي، وهو الأمر الذي لا يزال يتحفّظ عليه الأخير، انطلاقاً من أن المقعد الماروني يمكن أن يعوّض المستقبل عن احتمال خسارته لأحد المقعدين السنيّين، وبالتالي فإن التخلي عنه سيعني احتمال تمثيله بمقعد واحد في دائرة تعتبر أحد معاقله الرئيسية، ويملك فيها نحو حاصلين.