تنفس مناصرو تيار المستقبل في صيدا الصعداء، أمس، بعد إعلان النائبة بهية الحريري أنها ستخوض الانتخابات في دائرة صيدا – جزين مع مرشحين مستقلين، لا مع أحزاب سياسية. بخطوتها هذه، وضعت سيدة مجدليون حداً لتحالف نافر كان يمكن أن يحصل مع التيار الوطني الحر، «لم يكن سهلاً تسويقه عند قواعد الطرفين، ولو حقق مصالح انتخابية متبادلة. أصلاً جمهورنا لم يكن ليتقبل التصويت للنائب زياد أسود، الذي رفع في وقت سابق شعار أرضي حدودك»، كما تقول مصادر الماكينة الانتخابية للمستقبل. في المقابل، لم يتقبل بعض العونيين الصعود في مركب واحد مع "المستقبل" لأسباب منها ما يتصل بالذاكرة القديمة مثل زمن تهجير قرى شرقي صيدا عام 1985، ومنها يعود إلى الذاكرة الحديثة مثل قضية أحمد الأسير.
هناك سبب مستجد أثار امتعاضاً داخل الحلقة الضيقة في التيار الأزرق. بحسب مصادر في "المستقبل"، تكبد الرئيس سعد الحريري تبعات الحملة التحريضية التي شنها زياد أسود ضد شراء رجل الأعمال الشيعي محمد دنش عقاراً في كفرفالوس يملكه شقيقه أيمن الحريري كجزء من إرث والده رفيق الحريري. "قرر دنش التراجع عن شراء العقار، لكن أيمن الحريري رفض إعادة الأموال. حينها تدخل سعد الحريري وبادر إلى إعادة أموال دنش"، قالت المصادر.
تضيف المصادر أن خيار العونيين بالتحالف مع الجماعة الإسلامية وعبد الرحمن البزري، مرده إلى رغبتهم "في التحالف مع فريق أقل من المستقبل بقوته التجييرية. في حين أن انضمامهم إلى لائحة واحدة مع الحريري يحقق للأخيرة المرتبة الأولى في ترتيب المرشحين".
مهما تكن أسباب فك التحالف بين التيارين الأزرق والبرتقالي، فإن "الأمور عادت إلى طبيعتها" تقول المصادر.
تحررت الحريري من عبء التحالفات السياسية، سواء مع القوات أو العونيين. اختارت من جزين عن المقعد الماروني الأول الجزيني أمين إدمون رزق، وعن الثاني قائد الدرك المتقاعد صلاح جبران ابن مزرعة المطحنة الواقعة في الجزء الشمالي من قضاء جزين. أما عن المقعد الكاثوليكي، فقد اختارت روبير الخوري ابن المحاربية في ساحل جزين. هذا التنوع الجغرافي وحيثيات المرشحين الثلاثة والقوة التجييرية الكبيرة التي تتمتع بها الحريري في صيدا، كلها عوامل أنتجت "تشكيلة" قد تسجل من خلالها بهية الحريري هدفين في مرمى اللوائح المنافسة على نحو مبدئي: الأول، مقعدها الصيداوي المضمون، والثاني مقعد جزيني يكون جزءاً من كتلة المستقبل.
العونيون يستبعدون جاد صوايا عن المقعد الكاثوليكي


إذا أعطت بهية الحريري وحدها 20 ألف صوت للائحة (يقدر الحاصل الانتخابي بـ 14 ألف صوت)، ماذا يمكن أن يعطيها الشركاء الجدد المستقلون؟
من المقدر أن يستفيد المستشار القانوني للحريري، المحامي حسن شمس الدين الذي رشحته عن المقعد السني الصيداوي الثاني، من الحاصل الانتخابي الذي تؤمنه رئيسة اللائحة. في حديث سابق الى "الأخبار"، أشار شمس الدين إلى إن ماكينة المستقبل قادرة على توزيع الأصوات التفضيلية بدقة بينه وبين الحريري، ما يؤمن فرصاً متساوية لهما بالفوز. أما في جزين، فتقدر الماكينة حصول المرشحين الثلاثة على ما لا يقل عن 7 آلاف صوت. علماً بأن صلاح جبران حصل في الانتخابات الفرعية عام 2016 على 3162 صوتاً. في حين حصل النائب السابق إدمون رزق (والد أمين رزق) عام 2009، على 7399 صوتاً. وعليه، يمكن للحريري أن تضمن الفوز بمقعدين سني وجزيني، إما ماروني أو كاثوليكي.
بعدما حسم "المستقبل" خياره الانتخابي، رسا المشهد في دائرة صيدا – جزين حتى الآن على لائحة الحريري ومستقلين، ولائحة العونيين والجماعة الإسلامية وعبد الرحمن البزري، ولائحة أسامة سعد وإبراهيم عازار. ويتوقع أن تتشكل لائحة رابعة من القوات اللبنانية والكتائب وعدد من المستقلين، علماً بأن القوات رشحت عجاج حداد عن المقعد الكاثوليكي في جزين (في انتخابات 2009 نال 6498 صوتاً) وسمير البزري عن المقعد السني في صيدا. أما الكتائب فقد رشحت ريمون نمور عن المقعد الكاثوليكي وجوزيف نهرا عن المقعد الماروني في جزين.
من جهته، أكد قيادي عوني لـ"الأخبار" أن التيار الوطني الحر حسم أخيراً خياره عن المقعد الكاثوليكي في جزين باعتماد سليم الخوري وليس جاد صوايا. وربط متابعون هذا القرار بترشيح بهية الحريري روبير الخوري عن المقعد الكاثوليكي، وهو قريب سليم الخوري وابن بلدته المحاربية. وثمة تقدير بأن العونيين وجدوا بأن الحريري تستطيع حصد أصوات ناخبي بلدات ساحل جزين من خلال روبير الخوري، فقرروا اعتماد سليم الخوري بدل صوايا.




لائحة عازار وسعد تعلن من جزين
يسجل للمرشحين إبراهيم عازار وأسامة سعد تفضيلهما إعلان لائحتهما للانتخابات النيابية، غداً السبت، من مدينة جزين، على أن ينظم في مدينة صيدا مهرجان انتخابي آخر لأعضاء اللائحة في وقت لاحق. ومن المتوقع أن تشمل اللائحة الرباعية إلى سعد وعازار، المرشح عن المقعد السني في صيدا القيادي في التنظيم الشعبي الناصري عبد القادر البساط والمرشح عن المقعد الكاثوليكي في جزين جوزيف متري. وتوافق سعد وعازار على إبقاء المقعد الماروني الثاني في جزين شاغراً بسبب ضراوة المنافسة مع مرشحي التيار الوطني الحر العونيين (أمل أبو زيد وزياد أسود) ولعدم تشتيت الصوت التفضيلي على مستوى القضاء.