فيما تواصل لائحة حزب الله وأمل في البقاع الشمالي التحشيد، ارتسمت معالم التحالف بين القوات اللبنانية والمستقبل، ولو أنه لم يعلن رسمياً بعد، بعد أن قطعت المشاورات بينهما شوطاً طويلاً، وستتوّج «قريباً» بإعلان لائحة قد تجمعهما بالتيار الوطني الحر، على حدّ تعبير مصادر المستقبل، التي لمّحت إلى أن البحث جار عن مرشحين شيعة من المستقلين.
وفي اعتقاد المستقبل، ان انضمام مرشح شيعي يتمتع بحضور قوي في بيئته «من شأنه أن يوفر فرصة جدية لإحداث خرق في أحد المقاعد الشيعية، فضلاً عن السعي للفوز بالمقعد الماروني وبمقعد سنّي على الأقل من المقعدين»، وفق المصادر نفسها.
وترجّح المصادر احتمال انضمام المرشح الشيعي النائب السابق يحيى شمص الى تحالف القوات ــ المستقبل. فإذا حصل ذلك، فسيكون الشكل الأوّلي للائحة كالآتي: يحيى شمص، علي صبري حمادة، محمد سليمان، انطوان حبشي، عباس محمد ياغي، حسين صلح، وعبد المنعم الحجيري.
هذه الأسماء قابلة للأخذ والرد في ضوء المفاوضات القائمة مع التيار الحر الذي كان قد تبنّى ترشيح الناشطة العونية غادة أسد عساف عن أحد المقاعد الشيعية في الدائرة وميشال الضاهر عن المقعد الكاثوليكي، ما يعني أنه سيركز معركته على أحد هذين المقعدين، مع ترجيح أن يكون المقعد الكاثوليكي هدفه الأساس، تجنّباً لخوض معركة المقعد الماروني في مواجهة مرشح القوات.
وعلى المقلب الآخر، يُنقل عن الرئيس حسين الحسيني تفضيله الانسحاب من المعركة على تشكيل لائحة غير قوية، خصوصاً أنه يعتبر نفسه رافعة للائحة مستقلين لم تكتمل بعد، وتضم اليه كلاً من علي زعيتر، محمد حيدر، مسعود الحجيري، علي الرفاعي، شوقي فخري، وسهام انطون، في حال تم التوافق مع الحزب الشيوعي اللبناني الذي يشترط أن لا يتمثل في اللائحة أيّ مرشح من مرشحي السلطة، وهي قاعدة يعتمدها الشيوعيون على مستوى لبنان.
ويتداول أيضاً اسم عباس أو شقيقه غالب ياغي (متروك للعائلة تبنّي واحد من الاثنين) في لائحة الحسيني، في ظل تقديرات بأن عباس هو الأوفر حظاً، رغم أن اسمه موضوع أيضاً في مسودة لائحة القوات وتيار المستقبل، ما يعني أنه لم يحسم خياراته بعد.
أما اللائحة الثالثة التي لم تكتمل معالمها أيضاً، فهي لائحة الإعلامي علي حجازي التي تضمّه وعدداً من المستقلين، بينهم غسان البزال، عصام العزير، يوسف روفايل.
المقعدان السنيّان هما محور المواجهة، حيث يتنافس المرشحان الوليد سكرية ويونس الرفاعي (حليفا حزب الله وأمل) مع 19 مرشحاً منافساً بينهم سبعة مرشحين من عائلة الحجيري الأكبر في بلدة عرسال، معظمهم يدورون في فلك تيار المستقبل، باستثناء أحد المستقلين. وتشكل بلدة عرسال حالة بحد ذاتها، ويرى البعض أن عدم ضم لائحة تحالف أمل ــ حزب الله لمرشح من عائلة الحجيري هو أبرز نقطة ضعف فيها، ولذلك، يبدو الخرق في أحد المقعدين السنيين بمثابة تحصيل حاصل. وعندها سيتم التركيز على المقاعد المسيحية، حيث ترشح للمقعد الماروني عشرة مرشحين وللكاثوليكي 13 مرشحاً.