لم تعد مغرية أوقات الفراغ لطلاب الجامعة الأميركية في بيروت. فمنذ إقرار الأخيرة «قانون منع التدخين» داخلها، فرُغ الحرم، بعدما «هجّ» الطلاب إلى المدخل، الذي بات متنفسهم الوحيد لتدخين سيجارة ما بين الحصص الدراسية.
علي، طالب كلية الهندسة، واحد من الذين «هجّوا». حاول الطالب الإقلاع عن التدخين ــــ بمساعدة البرنامج الذي نظمته إدارة الجامعة بالتزامن مع إصدارها القرار ــــ لكنّه لم يفلح. هو ممتن، كما غيره، لقرار الجامعة، لكن الأمور لا تأتي هكذا «بالعافية».
كثر على شاكلة علي. ممتنّون. لكن، مسار الأمور «لم يكن مقنعاً»، كما يقول طالب آخر. يعتقد أن «صدور هكذا قرار في جامعة أمر غريب، في الوقت الذي فشل تطبيق قانون منع التدخين في الأماكن العامّة»، مخمّناً أن السبب وراء كل هذا «هو تحسين الصورة، أو في أحسن الأحوال زيادة شعبية الجامعة الراغبة برفع مرتبتها على لائحة تقييم الجامعات». أما بالنسبة للمحافظة على البيئة والمساعدة على عدم زيادة نسبة المدخنين، فإن مسافة «الأمتار السبعة التي نص عليها القانون كحد أدنى للتدخين خارج نطاق الجامعة غير كافية لتطبيق هذه الأهداف النبيلة».
ما يطلبه هؤلاء يمكن اختصاره بعبارة واحدة: «إعادة المساحات التي كانت مخصصة للتدخين سابقاً»، يقول فراس، الطالب في كلية إدارة الأعمال. برأيه ورأي رفاقه «هذا هو الحل الوحيد».
وبرّر هذا الطلب بكون هذه «المساحات بعيدة عن الأشجار، كما أنها مساحات للتلاقي وتعزيز العلاقات الاجتماعية بين الطلاب». في مقابل المعارضين للقانون، برز «تيار» مؤيّد، وبرّر أصحابه هذا التأييد بأن التدخين «مضرّ» ويجب أن يطبّق في كل الأماكن العامة.
بغض النظر عن الآراء المؤيدة والمعارضة، لا مجال للتعديل. فقد اتخذت الإدارة القرار الذي لا رجوع عنه. أقله حتى الآن. والمطلوب؟ التأقلم مع الواقع ومحاولة إيجاد الحلول البديلة.