عندما وقعت المعركة في لجنة الأشغال، في تشرين الأول عام 2015، بين النائبين زياد أسود وجمال الجراح، لم يكن تيارا المستقبل والوطني الحر على وئام. كان ذلك الإشكال الذي سجلته كاميرات التلفزيونات تعبيراً عن حالة العداء المستحكمة بين الفريقين. لكن المعركة التي شهدتها لجنة المال أمس بين النائبين ابراهيم كنعان وأحمد فتفت، أتت في سياق التحالف المستجد بين التيارين.
في المستقبل قرار واضح بالابتعاد عن السجالات مع التيار الوطني الحر، لكن منذ انتخاب ميشال عون رئيساً، وفتفت يغرد بعيداً عن قرارات التيار ورئيسه. أمس، كان قرار فتفت واضحاً بافتعال مشكلة مع كنعان، على ما يؤكد نواب شاركوا في الجلسة. منذ البداية، دخل معترضاً على قول كنعان في مقابلة تلفزيونية إن الإبراء المستحيل صار بمثابة قانون. كان النقاش مضبوطاً في البداية، فتمنى كنعان على زميله أن لا يرد عليه داخل اللجنة، لكن فتفت أصر على رأيه. وما هي إلا دقائق حتى تداخلت الشتائم مع الصراخ المتبادل، الذي سُمع خارج القاعة. وكادت الأمور تتطور الى عراك بالأيدي لولا تدخل عدد من النواب والمرافقين الذين عمدوا إلى إخراج فتفت من القاعة. وقد أبدى عدد من النواب صدمتهم من مستوى التخاطب الذي شهدته المعركة، وخصوصاً بعض العبارات النابية التي لا يتفوّه بها إلا «الزعران».
وبالرغم من أن النصاب كان مؤمناً، إلا أنه لم يكن بالإمكان استكمال الجلسة نظراً إلى التوتر الشديد الذي سادها. وفيما تردد أن كنعان كان يفكر بعدم الدعوة إلى جلسة ثانية، تجنباً لاحتمال أن يكون هنالك قرار من فتفت بتكرار افتعال مشكلة، إلا أنه نتيجة التشاور عاد وعدل عن الفكرة.