تحوّل الحديث عن تطور قدرات حزب الله الصاروخية إلى مفردة ثابتة في المقاربة العسكرية والسياسية والإعلامية الإسرائيلية. وبلغ الأمر أن قادة العدو لم يعودوا يستبعدون وجود أي نوع أو مستوى من هذه القدرات المتطورة التي يمكن حزب الله الاستفادة منها في أي معركة لاحقة. وتتسع مروحة هذه الصواريخ، بحسب المواقف الإسرائيلية الرسمية والإعلامية، ومعهم الخبراء والمعلقون، إلى كافة المجالات، ومن ضمنها المجال البحري، حيث يقرّ جيش العدو بأن صواريخ حزب الله قادرة على أن تشكل تهديداً استراتيجياً للأسطول البحري الإسرائيلي، ومنشآت الغاز الموجودة على مرمى هذه الصواريخ.
المؤسسة الأمنية الإسرائيلية عادت أمس، ومن جديد، لتأكيد امتلاك حزب الله القدرة العسكرية الصاروخية على استهداف المنشآت النفطية والغازية الإسرائيلية في عرض المتوسط، وهددت بأن تطوراً خطيراً كهذا، إن أقدم عليه حزب الله، فمن شأنه أن يسبّب نشوب «حرب لبنان ثالثة». تحذير إسرائيل، عبر تسريبات مصادر عسكرية إسرائيلية وصفت بالرفيعة جداً، تثير أكثر من علامة استفهام في هذه المرحلة، وهي في حد أدنى مدعاة للحذر، خاصة أن تل أبيب تدرك مسبقاً أن سلاح حزب الله مخصص للموقف الدفاعي ــ الندي، في مواجهة وصدّ نيات وأفعال إسرائيل العدائية.

بدأ حزب الله بناء «تهديداته» البحرية عام 2010


ضابط رفيع المستوى في الجيش الإسرائيلي قال لهآرتس إن «تقديراتنا الاستخبارية تشير إلى أن حزب الله لن يقدم على هذه الخطوة المتطرفة لمجرد استفزاز إسرائيل، إذ إنه يدرك أن خطوة كهذه من شأنها أن تؤدي إلى نشوب حرب». وبحسب ضابط آخر، «بدأ حزب الله بناء تهديداته (البحرية) في عام 2010، وهي تشمل قدرات على مهاجمة منصات الغاز الإسرائيلية».
وأقر قائد سلاح البحرية الإسرائيلي، اللواء إيلي شربيت، بأن حزب الله «عمل على بناء منظومة صاروخية هجومية، وهي ترسانة صواريخ الأفضل في العالم»، مشيراً إلى «مروحة قدرات حزب الله على ضرب المنشآت الاستراتيجية الإسرائيلية في البحر، ما يعني ضرورة العمل على بناء منظومة اعتراض صاروخية، رغم الإدراك المسبق أنها لا تشكل حلاً جذرياً» للتهديدات. وعلى هذه الخلفية، تابع يقول إن «سلاح البحر عمد إلى تنصيب منظومة القبة الحديدية على سفينة ساعر 5 لحماية منصات الغاز».
لجهة مروحة الوسائل القتالية المتصلة بتهديدات حزب الله البحرية، أوضح قائد قاعدة اشدود العقيد يوفال ايلون، أن «قوس الوسائل والقدرات واسع ومتنوع، بدءاً من غطاسين انتحاريين، مروراً باستخدام زوارق متفجرة، وحتى غطاسين متمرسين في أعماق البحار، بما في ذلك استخدام غواصات صغيرة ومنظومات زرع ألغام وتفجير من إنتاج ذاتي». وشدد ايلون على أنه انطلاقاً من هذه المعطيات الموجودة لدى إسرائيل «يمكن الافتراض أنه في المواجهات المقبلة سيُهدّد المجال البحري بشكل جوهري عبر جهات معنية بضرب مناعة إسرائيل».