عادت أجواءُ الانتخابات النيابية في إقليم الخروب (قضاء الشوف)، وتحديداً في بلدة برجا (عدد ناخبي البلدة المسجلين يفوق الـ15 ألفاً)، لترخي بظلالها من جديد على المشهد السياسي فيها. يوم الأحد عقدت فعاليات البلدة والأحزاب فيها، لقاءً تشاورياً للتباحث في الاستحقاق الانتخابي في الإقليم، وكان عنوانه «تأكيد ضرورة ضمان مقعدٍ لبرجا في المجلس النيابي»، بعد إعفاء رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط، قبل أشهر، النائب علاء الدين ترو، وهو من برجا، من الترشح للانتخابات المقبلة، وإعلان ترشيح بلال عبد الله، وهو من شحيم، بديلاً من ترو، للمقعد السنّي في الشوف.
ما بعد خطوة جنبلاط ليس كما قبلها، وهذا ما ترجمته أجواء اللقاء الذي شهد مشاحنات وتجاذباتٍ بشأن معضلةِ طرحِ مرشحٍ من برجا بديلٍ لترو، وعدم خروج المجتمعين بأي نتيجة إيجابية. تقول مصادر مشاركة في الاجتماع لـ«الأخبار» إنَّ «جنبلاط نجح في إحداثِ شرخٍ في إقليم الخروب، بعد طرحه مرشحاً في شحيم بديلاً من مرشحٍ من برجا، في ظلِّ وجود النائب محمد الحجار، وهو أيضاً من شحيم». وتلفت إلى أن «هناك محاولات حثيثة لتعويم ترو من قبل مقرَّبين له، واستغلال هذه الاجتماعات للترويج له من جديد مرشحاً لبرجا بإجماع أبنائها، بعد إقناع فعاليات البلدة بعدم وجود مرشحٍ قوي يستطيع خوض الاستحقاق الانتخابي بعيداً من التوافق الحزبي، وجعل هذا الأمر ذريعة لدى جنبلاط لإعادة طرح ترو من جديد».

15 ألفاً هو عدد
ناخبي بلدة برجا، كبرى بلدات إقليم الخروب




محاولات «التعويم» هذه، نفتها ورفضتها مصادر قيادية بارزة في الحزب «التقدمي الاشتراكي»، التي أكدت «الالتزام الكامل بترشيح بلال عبد الله للانتخابات وعدم العودة إلى ترو». ورأت، في حديثٍ لـ«الأخبار»، أنَّ «جنبلاط أعطى برجا مقعداً نيابياً على مدى 25 عاماً، وهذا يكفي». تضيف المصادر: «ما حصل في الاجتماع مضيعة للوقت، والمطلوب اليوم من برجا أن تختار مرشحها بالتعاون مع جنبلاط والرئيس سعد الحريري، بدلاً من مهاجمتهما».
مع الحملة «البرجاوية» الأخيرة ونفي «الاشتراكي» العودة عن ترشيح عبد الله، تتجه الأنظار نحو وضعِ ابن بلدته، شحيم، عضو كتلة «المستقبل» النائب محمد الحجار. عملياً، يتمتع الحجار بقبولٍ ورضى كبيرين على مستوى قيادة التيار المتمثلة بالرئيس سعد الحريري، عدا عن قبولٍ شعبي ملموس في مناطق إقليم الخروب، ولا سيما برجا، نظراً إلى العديد من الخدمات التي اقترن اسمه بها خلال السنوات الماضية. لكن في المقابل، تقول مصادر قيادية في «المستقبل» لـ«الأخبار» إنَّ «ترشيح الحجار لم يُحسم بعد، وهو مرهونٌ بقرارٍ من الحريري، الذي سيعلن اسم مرشحه في إقليم الخروب في الشهر الأول من السنة الجديدة». تشير المصادر إلى أنَّ «مسألة عدم وجود مرشح من برجا انعكست على قرار قيادة التيار تجاه تسمية مرشحها، ووضعتها أمام سيناريوهات عدَّة، من بينها التنازل عن الحجار لمصلحة مرشح من برجا بهدف تجيير أصوات البرجاويين لمرشح التيار الجديد، وتحقيق مطلب البلدة بالحفاظ على مقعدها النيابي»، لافتةً إلى أنَّ «أسماء أخرى جرى البحثُ في ترشيحها بدلاً من الحجار في الآونة الأخيرة، هي: بسام عبد الملك (مساعد الأمين العام لتيار المستقبل في شؤون العلاقات العامة)، وهو من بلدة كترمايا، والمدير العام لقوى الأمن الداخلي السابق اللواء إبراهيم بصبوص، وهو من بلدة داريا».
وبين ترشيحات «المستقبل» و«الاشتراكي»، يبرز طيف لائحة مستقلة تنطلق من برجا، تضم أسماءً من المستقلين المناوئين للأحزاب السياسية، لخوض الانتخابات النيابية. ترى مصادر سياسية أنّ «هذا الخيار قائم إن لم ترشح الأحزاب السياسية أحداً من برجا، وعندها سيكون اللجوء إلى خيار لائحة يرأسها مرشح برجاوي يحظى بقبول شعبي أمراً قائماً، والعمل سيكون على تجيير أكبر عددٍ من الأصوات التفضيلية لمصلحته، لإحداث خرقٍ في لوائح الأحزاب، ما يحقق لبرجا مطلبها ويحفظ لها مقعدها في مجلس النواب».