الأجواء المشحونة بين تيار المستقبل والقوات اللبنانية انعكست، أمس، على انتخابات نقابة محامي طرابلس لاختيار عضوين (مسلم ومسيحي) في مجلس النقابة، إذ لم يلتزم محامو المستقبل بتوجيهات قيادتهم بالتصويت لمرشح القوات اللبنانية باسكال ضاهر، الذي خسر أمام مرشح تيار المردة طوني خطار. فيما فاز بالمقعد المسلم مرشح الجماعة الإسلامية بلال هرموش.
أجواء محامي التيار الأزرق، في الأيام الأخيرة التي سبقت الانتخابات، كانت تغلي رفضاً للتحالف، أولاً بسبب عدم التزام القوات بالتصويت لمرشح تيار المستقبل في نقابة أطباء الأسنان في طرابلس، قبل أسبوع، ما أدّى إلى خسارته؛ وثانياً على خلفية الاستياء العارم من الموقف القواتي إزاء احتجاز الرئيس سعد الحريري في السعودية، واتهام رئيس القوات سمير جعجع بالتحريض عليه في المملكة.
وعبثاً حاولت قيادة المستقبل احتواء غضب محاميها والاقتراع لمصلحة ضاهر وهرموش، خشية دخول انتخابات النقيب العام المقبل بلا حليف مسيحي قوي، وهي الورقة التي لوّحت بها القوات اللبنانية. وقد أجرى الأمين العام للتيار أحمد الحريري اتصالات عدة مع محامين ونقباء سابقين والتيار الوطني الحر (النقيب الحالي عبدالله الشامي محسوب عليه) وحركة الاستقلال، وكذلك فعل النائب سمير الجسر. إلا أن التجاوب معهما لم يكن كافياً لتعزيز حظوظ ضاهر. فالنائب هادي حبيش لم يلتزم بالتصويت لضاهر على خلفية صراعه مع القوات في مسقط رأسه القبيات على المقعد الماروني في عكار، وجيّر أصواته لمرشح تيار المردة. وكذلك فعل عضو المكتب السياسي في تيار المستقبل محمد المراد. أما نقيب المحامين السابق فهد المقدم (محسوب على تيار المستقبل) فصوّت للمرشحة جورجينا عسال، منسقة التيار السابقة في البترون، التي ترشحت خارج قرار تيارها.

خسر مرشح
القوات بـ 57 صوتاً بعدما كان مرجحاً
فوزه بـ 150 صوتاً


توزّع أصوات محامي تيار المستقبل بين ضاهر وخطار وعسال، جعل أصواتهم تضيع وسط الحسابات، برغم تقاطعهم بشكل غير مباشر مع الوزير السابق أشرف ريفي. ورغم أن مصادر القوات توقعت، قبل الانتخابات، تقدم ضاهر على خطار بما لا يقل عن 150 صوتاً، أسفر التصويت عن حصول خطار على 531 صوتاً، في مقابل 374 صوتاً لضاهر و134 صوتاً لعسال.
وكانت لافتة حركة الاتصالات التي قام بها طوني فرنجية، نجل رئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية، مع جهات وشخصيات سياسية ونقابية والكتلة المستقلة في النقابة، ما أدى الى إقناع بعضها بالتصويت لخطار، الى جانب الدعم المسبق الذي تلقاه الأخير من تيار العزم وتيار الكرامة والحزب السوري القومي الاجتماعي وغيرهم.
أما المقعد المسلم الذي كان التنافس عليه أقل حدّة، ففاز به هرموش بعد نيله 649 صوتاً، متقدماً على منافسه هشام مجلد الذي نال 293 صوتاً، وسيرين الرافعي التي حصلت على 52 صوتاً. هذا الفوز المريح جاء بسبب توافر مروحة دعم واسعة لهرموش ضمّت تيار المستقبل وتيار العزم والتيار الوطني الحر وتيار الكرامة وتيار المردة وغيرهم، فيما حظي مجلد بدعم نقباء سابقين وأصوات تسربت إليه من مختلف القوى السياسية بناءً على علاقات شخصية.
تجدر الإشارة إلى أن الانتخابات الفرعية في نقابة محامي طرابلس جرت لانتخاب خلَفين للعضوين اللذين انتهت ولايتهما، النقيب فهد المقدم وجورج عاقلة، واقترع فيها 1075 من أصل 1264 مسجلين على الجدول النقابي.