يراقب النائب وليد جنبلاط بعين الريبة تطورات المشهد السياسي، منذ «اختفاء» الرئيس سعد الحريري. يأخذ بجدية تهديدات السعودية للبنان وإجبار الحريري على الاستقالة. يوم أمس، ظهر جنبلاط شديد الحيرة؛ يقول موقفاً، ثم يمحوه. غرّد ليلاً على «تويتر» بأنّه في «أوقات الأزمات، أهمّ شيء التحلّي بالصبر والهدوء والصمت، وإدلاء الرأي عند الضرورة، آخذين بعين الاعتبار أنّ كثيراً من المعطيات نجهلها».
أتى ذلك بعد حديث جنبلاط لوكالة «رويترز»، وقوله «من المُحزن حقاً أن تُعامل السعودية لبنان بهذا النحو، بعدما كنا أصدقاء لعقود». الموقف «المُتقدّم» لرئيس اللقاء الديمقراطي من المملكة الوهابية، استتبعه بتغريدة عاد ليحذفها، قال فيها: «كم يشعر لبنان واللبنانيون بالوحدة واليتم في هذا الوقت، كون المملكة غاضبة عليهم، وعلى ابنها وابن لبنان البار، سعد رفيق الحريري». ورأى جنبلاط، في تغريدة أخرى، أنّه بعد أسبوع «من إقامة جبرية كانت أو طوعية، آن الأوان لعودة الشيخ سعد، والاتفاق معه على استكمال مسيرة البناء والاستقرار. وبالمناسبة لا بديل عنه». واللافت أن الصورة التي أرفقها بالتغريدة التي عاد وحذفها، أظهرت صورة شخص في شاشة كومبيوتر داخل زنزانة. وليلاً، بعث النائب الشوفي برسالة إلكترونية إلى جميع من يراسلهم عبر بريده الإلكتروني، لم يكتب فيها سوى «في انتظار غودو»، في إشارة إلى مسرحية صامويل بيكيت الشهيرة، التي لا يأتي فيها غودو المُنتظَر.
من جهته، تحدّث الوزير جبران باسيل، خلال عشاء هيئة الصيادلة في التيار الوطني الحر أمس، واصفاً وضع البلد بالـ«متماسك وليس ممسوكاً. همّنا اليوم السير على المسار الإيجابي بالعودة إلى حكومة فعّالة تهتم بهموم القطاعات كافة». وقال إنّ لبنان «لا يريد سوى الخير لكل اللبنانيين وعلاقات طيبة مع كل الدول، وخاصة العربية. لبنان واقع على محورين ونحن كتيار اخترنا أن نكون على المحور اللبناني.

جريصاتي يطلب تحرّك النيابة العامة لملاحقة صحافيَّين سعوديين شتما عون وبري

رئيس الجمهورية أطلق اليوم الحملة الدبلوماسية لاستعادة رئيس حكومتنا وعودته بقراره الحرّ وخياره الحرّ». وشدّد وزير الخارجية على أنّ «لبنان الرسمي لم يقم يوماً بمهاجمة أي دولة، ولم يمس أو يحتجز حرية إنسان، بل كان دائماً واحة حرية للجميع. ونجحنا بتغليب الارتباط الداخلي للوطن على كل الارتباطات الخارجية».
على صعيد آخر، غداة حلقة «كلام الناس» على شاشة «أل بي سي آي» مساء الخميس الماضي، وجّه وزير العدل سليم جريصاتي كتاباً إلى النائب العام لدى محكمة التمييز القاضي سمير حمود، طلب فيه الادعاء على السعوديَّين إبراهيم آل مرعبي وعضوان الأحمري، اللذين كانا ضيفين في الحلقة الذكورة، بسبب «كلام اتهامي خطير يقع موقع التحقير والافتراء الجنائي بحق كل من رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، ورئيس مجلس النواب نبيه بري، ووزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل، وقائد الجيش العماد جوزف عون، وصل إلى حدّ الاتهام بالخيانة والإرهاب والتهديد المباشر بالحرب على لبنان»، كما جاء في نصّ الكتاب. وتابع جريصاتي في كتابه «أُعلمكم بما سبق وما شهده وسمعه اللبنانيون بالأمس (الخميس)، أرغب إليكم بإجراء التحقيقات والتعقبات اللازمة تمهيداً للادّعاء على الشخصين المذكورين والمحرّضين والمسهلين بالجرائم التي تتثبتون منها، واتخاذ التدابير التحفظية التي من شأنها وقف مسلسل التهويل الاعلامي والتهديد والترهيب والتجنّي، باستدعاء من يلزم للاستماع إلى أقواله».
(الأخبار)