أطلقت وزارة الأشغال العامة والنقل ورشة تأهيل مقاطع عدة على أوتوستراد الزهراني – صور، بعد سقوط عشرات الضحايا في حوادث سير تسبّب بمعظمها خلل هندسي في الإنشاءات. وأفاد رئيس اتحاد ساحل الزهراني علي مطر أن الوزارة أخذت بتوصيات الكشف الفني الذي أجراه القسم الهندسي في الاتحاد بعد تكرار حوادث السير بشكل لافت في الأشهر الماضية، وأظهر أن الطريق يفتقد لشروط السلامة العامة، فضلاً عن السرعة الزائدة للبعض.
وبحسب مطر، رصدت الوزارة 150 مليون ليرة لبنانية كلفة صيانة وتعبيد منخفضات تشكلت على مر السنوات فوق جسور الزهراني وتفاحتا والبيسارية وعدلون بسبب رداءة الأشغال.
ورغم قيام الوزارة بواجبها بعد تأخير كبير، لكنها لم تفعله على أكمل وجه. إذ لم يضع المتعهد إشارات تنبيهية لوجود أشغال قبل الورشة بمسافة كافية، في طريق يعتمد فيها المارة سرعة لا تقل عن مئة كيلومتر في الساعة. وفي اليومين الماضيين، لا سيما في الليل بغياب الإنارة، تضررت سيارات عدة ووقعت حوادث اصطدام بعدما فوجئ السائقون بالحفريات الجديدة.
أما «كوع النبي ساري»، كما يتعارف عليه أهالي المنطقة، فله ورشة خاصة. إذ أن العيب الإنشائي في هذا المقطع البالغ طوله 1400 متر، يتمثل بانحراف المسلك الغربي من الطريق في الاتجاه المعاكس، خلافاً لمعايير السلامة العامة. وعليه، تقع السيارة المسرعة في الفخ عند وصولها إلى المرتفع عند محلة انصارية قبل أن تبدأ بالانخفاض تلقائياً بشكل سريع حتى يجد السائق المسرع أن المقود يشده بقوة نحو اليمين بالدفع العكسي بسبب ميول نصف الطريق الغربي بانخفاض 45 سنتمتراً باتجاه قناة المياه. مناقصة المئة وخمسين مليون ليرة التي تنجز حالياً، لا تشمل صيانة هذا المنعطف الذي يحتاج إلى رفع المسلك الغربي في اتجاه صور لتأمين دفع عكسي للسيارة في اتجاه الشرق، الأمر الذي يحتاج إلى تكاليف ودراسات إضافية.