لم يضيّع «زعطوط» السعودية ثامر السبهان وقته في لبنان. منذ تقرر أن يزور هذا البلد باستمرار، مكلّفاً بمتابعة ملفه، عمد الى بناء شبكة علاقات مستقلة عن العلاقات التقليدية التي تقيمها السفارة السعودية، ومن دون الحاجة الى تنسيق كامل مع الرئيس سعد الحريري وتيار «المستقبل». وخلال الاسبوع الماضي، إثر استدعاء الحريري وتقييد حركته في الرياض، باشر السبهان استثمار علاقاته في الايام الماضية، مع انتشار واضح لجوقة ناطقين باسم السبهان ومكررين لمواقفه، باتت تعرف باسم «صبيان السبهان».
هذه المجموعة لا يقتصر انتماؤها على تيار المستقبل، بل تشمل أيتام الأمانة العامة لفريق 14 آذار بقيادة فارس سعيد، الذي تحول الى مستشار لدى القائم بالاعمال السعودي في بيروت وليد البخاري، . وشكّل سعيد، بالتعاون مع المستشار السابق في رئاسة الحكومة رضوان السيد، فريق عمل يخدم ما يراه سعيد «المواقف الأمينة لثورة الأرز». وقد وجد الاثنان في السبهان والبخاري المرجعية الأقرب الى أفكارهما.
لكن السبهان يحتاج الى ما هو إضافي. فكان أن سارع الى التواصل مع «شيعة السفارة» الذين شجّعهم على الانخراط في تجمع، بالتعاون مع سعيد والسيد، وأبلغهم بأن البخاري مكلف بتوفير جميع حاجاتهم، وتنسيق ظهورهم الاعلامي على الشاشات المحلية والاقليمية، ودعم منابر إلكترونية عدة في لبنان يكون عملها محصوراً بشنّ حملة ضد حزب الله وكل من يقف الى جانبه ويوفر له الغطاء، مع تركيز على الرئيس ميشال عون، من دون إغفال توجيه النقد الى الحكومة برئاسة الحريري.
وفي الأثناء، مدّ السبهان نفوذه الى قناة «أم تي في»، وأقام معها علاقة محورها الإعلامي موفق حرب، الذي يعرض خدماته لبناء شبكة تواصل مع إعلاميين عرب وغربيين، ولا سيما أميركيين. كذلك عمد «الزعطوط» الى التواصل المباشر مع إعلاميين ومقدمي برامج في القناة نفسها، وجرى إقناع أصحاب المحطة بأن التجاوب مع طلباته من شأنه توفير دعم تحتاج إليه المحطة لمواجهة أعباء الإنتاج.
في غضون ذلك، مارس السبهان ضغطاً كبيراً لتعيين نديم قطيش مديراً للأخبار في تلفزيون المستقبل، خلافاً لرأي نادر الحريري، علماً بأن الأخير كان في حالة غضب وغير راضٍ عن مبادرة قطيش والنائب عقاب صقر الى التواصل مع السبهان وإطلاق مواقف إعلامية تستند الى ما قاله لهما، وهي مشكلة استمرت حتى ما بعد سفر الحريري وإعلانه استقالته من الرياض. وتولّى قطيش تكرار معزوفة الرياض حول اكتشاف محاولة لاغتيال الحريري، شارحاً بإسهاب ينمّ عن جهل تقني مسألة تعطيل أبراج المراقبة، قبل أن يعود السبهان لينسب الامر الى جهات غربية والى الحرس الخاص للحريري، ليدور الحديث بعدها عن تشويش على مواكب رئيس الحكومة، علماً بأن قطيش، المفترض أنه قريب من الحريري، يعلم علم اليقين من مصادر وزارة الداخلية وقوى الأمن الداخلي وفرع المعلومات فيه، أن لا صحة لكل ذلك، وأن أحداً لم يسمع بها قبل إذاعتها من قبل الجهات السعودية بعد إعلان استقالة الحريري.
حلقة السبهان تشمل، أيضاً، وزراء ونواباً من كتلة المستقبل، أبرزهم أحمد فتفت الذي وجد مادة سجالية تعيده الى المشهد السياسي. وقد كررت غالبية من ظهروا في لقاءات تلفزيونية، في الايام الثلاثة الماضية، ما قاله السبهان بالضبط، وكانت مهمتهم منع أي نقاش حول مصير الحريري أو حول ما يجري في المملكة السعودية.
يشار، هنا، الى أن السبهان توجّه الى الولايات المتحدة لعقد اجتماعات مع جهات إعلامية ومراكز دراسات أميركية، في سياق توسيع الحملة على إيران وحزب الله، ولشرح الموقف من الحملة التي تشنّ داخل السعودية باسم مكافحة الفساد.
(الأخبار)