اقتراع الهيئات الطالبية ومجالس الكليات سيجرى، اليوم، وفق القانون النسبي كما عُمل به للمرة الأولى السنة الفائتة. «لن يحدث تغيّر فعلي»، بحسب كثيرين من طلاب الجامعة الأميركية في بيروت. رغم ذلك، سيقترع هؤلاء لأن الانتخابات، بالنسبة إلى كثيرين، «فشّة خلق».
التنافس لم يزل على حاله، لكن الائتلافات السياسية شهدت تحولاً لافتاً هذا العام بعدما اختار التيار الوطني الحر خوض التجربة، للمرة الأولى، إلى جانب المستقبل والقوات، فيما التحق الاشتراكي والمردة وجمعية المشاريع الإسلامية بتحالف حركة أمل وحزب الله والحزب السوري القومي الاجتماعي. مهلاً، هكذا كان مقرراً. في وقتٍ لاحق، وقبل يومين من موعد الانتخابات، أعلنت «منظمة الشباب التقدمي»، في بيانٍ لها، انسحابها من «خوض الانتخابات الطلابية هذا العام في كل الجامعات بعد أن تحولت إلى مسار غير المسار المرجو منها، تشوبه عيوب التطييف والتعصب الطائفي في كثير من المواقع». وعلى ما يقول العارفون، كان من شأن مشاركة «الاشتراكي» الى جانب حزب الله أن «يقلب الموازين»، ويعوّض خسارة الحزب لحليفه البرتقالي. ولكن، الانسحاب «الاشتراكي» المفاجئ، أعاد «خلط الأوراق». ولا نعلم إن كان «الاشتراكي» انسحب من حلفٍ مع حزب الله، أم انسحب من الانتخابات. طلاب من الجامعة يقولون إن «الاشتراكيين سيصوتون لقوى 14 آذار»، كما درجت العادة وكما درج «الحنين».
الجديد هذا العام، هو أن قرار «انفصال» التيار الوطني الحر عن التحالف المعتاد جاء نتيجة «تصرفات مشبوهة» مارسها أفرقاء منضوون في هذا التحالف إبان الانتخابات الأخيرة. «الكيمياء» بين «أمل» و«العونيين» شبه معدومة في «الأميركية»، كما في خارجها، ولم تساعدها محاولات حزب لترميم العلاقة على التفاعل. «خصوصية الظروف في الجامعة تقضي بالمضي في هذه الخطوة بما يناقض موقف التيار المعهود خارجها»، كما يؤكد مسؤول التيار في الجامعة كارل أبي جودة، موضحاً «أن تشطيب طلاب تابعين لأمل مرشحي التيار في الانتخابات الماضية اضطرنا للخروج من التحالف، إلا أن ذلك لن يؤثر على علاقتنا بحزب الله».
لا ينفي عضو النادي الثقافي الجنوبي (الذي يمثّل حزب الله) محمد فرحات وجهة النظر «العونية». يبدو متفهماً، ويشدد على التحالف خارج الجامعة، مشيراً إلى ذلك «لن يبدّد التناغم القائم مع التيار، والذي ستتوّجه خطط عمل ومشاريع مشتركة في إطار المصلحة الطالبية». وفي المقابل، يقرّ مسؤول تيار المستقبل في الجامعة عبد تنير بأن الحلف مع العونيين «حالة ظرفية مستجدة وفق شروط مسبقة، لن تبطل الوفاق مع القوات».
«نزوح» التيار العوني إلى الضفة الأخرى سيفضي قطعاً إلى تبدل في النتائج. لكن نسبية القانون «ستكفل حصول كلّ ذي حق على حقه، وستحول دون إقصاء أي فريق» بحسب علي ياسين، مسؤول الجامعات الخاصة في حركة أمل.
لكن، ماذا عن «المستقلين» في جامعة «ليبرالية»؟ تغرّد حملة «النادي العلماني»، تحت مسمى «الخيار الجامعي»، وحيدة خارج السرب، رافضة «هيمنة المدّ الطائفي»، بعد أن قرّر نادي «السنديانة الحمراء» مقاطعة الانتخابات، اقتراعاً وترشيحاً، للسنة الثالثة على التوالي، متذرعاً بمحدودية صلاحيات الهيئات المنتخبة. «أبسط المطالب، كتمتين دور الأندية الجامعية وإلغاء الوصاية الإدارية على المجالس وتفعيل وظيفتها كممثل حقيقي لمطالب الطلبة وهواجسهم، كلّها ووجهت بالتجاهل من الإدارة والهيئات الطالبية»، وفق مي مكي، الناشطة في النادي اليساري.
رؤية النادي «الساخطة» على «أحزاب الطوائف»، لم تَحُل دون سلوكه مسلكاً مغايراً لـ«السنديانة الحمراء». في السنتين الأخيرتين شارك في الانتخابات ترشيحاً وفوزاً. أعداد المرشحين ارتفعت هذه السنة: 19 مرشحاً للهيئة الطالبية، و61 لمجالس الكليات، وهو عدد، يبدّد أي شك، في فاعلية النادي.