ينتمي نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري إلى نادي «مستقلي 14 آذار» الذين يتعرضون للحصار، شأنه شأن بقية الشخصيات السياسية غير الحزبية، نتيجة التفاهم بين التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية.
تشخص الأنظار إليهم مع اقتراب الإنتخابات النيابية واحتمال إجرائها وفق قانون الستين. السؤال الذي يُطرح هو عن إمكانية نجاة هؤلاء من محدلة تحالف الحزبين القويين، كما عن مواقفهم من اللوائح التي سيشكلها التحالف، وتلك التي ستواجهه. وللكورة حسابات خاصة، شبيهة بتلك التي في زحلة. المعركة ستكون حامية، وخاصة بين القوات اللبنانية والحزب السوري القومي الاجتماعي. ولموقف مكاري تأثير كبير على المعركة.
لا يعتبر مكاري أنّ نظرية «الحصار العوني ــــ القواتي للمستقلين» تنطبق عليه لسبب بسيط، يقوله وهو يبتسم: «أنا لست مرشحاً للانتخابات النيابية». يكرّر موقفه الذي سبق ان اعلنه قبل 4 أعوام. وعلى رغم انتشار أقاويل عن نيته تجيير مقعده النيابي إلى شقيقه مكارم مكاري، يؤكد «أنني لست وارثا سياسيا وغير مضطر الى أن أورث أحدا. سترين أنني لا أشبه السياسيين».

صفحة الانتخابات الرئاسية طويت وأؤيد نجاح العهد حالياً


الجلسة مع ابن أنفة تتخللها ضحكات كثيرة، «أنا إذا بيوقع تلات ارباعي ما بلّمو». يقول عبارته للتأكيد أنّ المسار النيابي لهذه العائلة وصل إلى خواتيمه. لماذ؟ أولاً، الرجل صاحب نظرية أنّ معدل الحياة الطبيعي للإنسان هو ثمانون عاماً. يبلغ من العمر 69 عاماً «ما إلي حقّ كفّي عيش عا ذوقي؟». ثانياً، قرّر مكاري «محاسبة نفسي بنفسي». يتحدّث بواقعية عن الفترة التي مثل خلالها منطقته نيابياً وتمتد منذ الـ1992، «بعد 24 عاماً نجد أنّ الوضع إلى تراجع. ماذا فعلنا؟».
مكاري الذي قرر طيّ صفحة الإنتخابات الرئاسية «وتأييد نجاح العهد حالياً»، يقول «بتواضع» انه الرقم واحد في الكورة، علماً أنّ عائلته هي الأصغر «ولا يتعدّى عدد ناخبيها الـ13 فرداً». ويضيف أن «هناك 35 إلى 40% من ناخبي القضاء لا ينتخبونني»، ولكن لا عداوة مع أحد. يُقدم مثالاً «الإستقبال الحاشد الذي لقيته في إحدى القرى الشيعية رغم أنني نلت 0% أصوات لديهم»، قبل أن يتذكر أنّه في زمن التحالف الرباعي «نلت أصواتاً من هذه القرى أكثر من المرشح القومي». فمكاري يعمل وفق قاعدة «إذا منو قاتلي بيّي ما في عداوة». أما على صعيد الأحزاب «فالحزب السوري القومي الإجتماعي والقوات اللبنانية هما الأقوى، وتيار المردة يتقدم على التيار الوطني الحر. والتأثير هو للصوت السنّي».
خلافا لعدد من المستقلين الذين يعتمدون على ناخبي الأحزاب للفوز، نجاح القوات اللبنانية في الإنتخابات الفرعية في الكورة لم يكن ليتحقق من دون أصوات مكاري. جرّبا التحالف لسنوات طويلة، قبل أن يُفرقهما تبني القوات لمشروع القانون الأرثوذكسي (بسببه انقطعا عن التواصل لفترة) ودعم معراب لترشيح النائب (سابقاً) ميشال عون إلى الرئاسة. الصديق المقرّب للرئيس الراحل رفيق الحريري والنائب سليمان فرنجية والنائب السابق سليم سعاده، لم يتخذ بعد القرار إن كان سيدعم فريقا ما في الكورة. هو يميل «إلى الإنكفاء التام». وإذا تُرك القرار لمؤيديه، «فهم أقرب إلى القوات اللبنانية».