ما كادت نتائج انتخابات المكتب السياسي لتيار المستقبل تصدر في اليوم الثاني من المؤتمر العام الذي عقده التيار الأزرق في مجمّع البيال في العاصمة على مدى يومين، حتى انهالت الانتقادات من مناصري التيار في الضنية على منسقيته وقيادة التيار ونواب المنطقة، بعدما أسفرت النتائج عن عدم فوز أي من مرشحي المنطقة، الذين خرجوا من مولد الانتخابات بلا حمّص.فرغم دعم أعضاء الهيئة الناخبة في الضنية المرشح عز الدين علي، الناشط البارز في التيار، والذي يتمتع بحضور لافت بينهم مقارنة بالمرشحين الآخرين علي هرموش وإيفا حسون، فإنه لم يكتب له الفوز، وخسر الانتخابات بفارق 7 أصوات عن آخر الفائزين، وهو المرشح عامر حلواني من مدينة طرابلس.
وما سرى على الضنية انسحب على المنية التي جرى تعويضها بتعيين معتز زريقة عضواً في المكتب السياسي، في موازاة تعيين شذا الاسعد، ابنة عكار والمتزوجة في الضنية، وهو تعويض اعتبر بنظر أكثر مناصري التيار الأزرق في الضنية منقوصاً وغير مقبول، ويعبّر عن «استلشاق» القيادة الزرقاء بمنطقة يُنظر إليها على أنها قلعة لها، وشكلت دائماً رافعة له في معظم الاستحقاقات.

مصادر متابعة في تيار المستقبل في الضنية أوضحت لـ»الأخبار» أن أسباب خسارة مرشحي المنطقة، وتحديداً المرشح علي، تعود إلى أنه «خاض الانتخابات بإمكانات لا تعتبر كافية مقارنة بغيره من المرشحين الفائزين، وتحديداً الإمكانات المالية الضعيفة التي جعلته غير قادر على قيادة حملته بالشكل المناسب، وعدم قدرته على استمالة أصوات كافية لفوزه من بقية المناطق خارج الشمال، الذي نال منه أغلب أصواته».
وأشارت المصادر إلى أن «مرشحي المنطقة توجّسوا من وجود لوائح معلبة وجاهزة، الأمر الذي سيجعل خرقهم لها صعباً، كما سادهم إرباك خوفاً من وجود كلمة سر يمكن أن تحسم النتائج سلفاً، لكن تبيّن من النتائج أن كلمة السر ليست موجودة كما ظنوا، ولا اللوائح المغلقة، وأن من اشتغل وبذل مجهوداً مضاعفاً تمكن من الفوز».

منسّقية التيار في المنطقة ونوابها الزرق لم يبذلوا الجهد المطلوب لإنجاح مرشحيها



غير أن المصادر تردّ خسارة مرشحي الضنية إلى «سببين آخرين: الأول أن منسقية التيار في المنطقة ونوابها الزرق لم يبذلوا الجهد المطلوب منهم لإنجاح مرشحيها، إلى درجة بدوا فيها أنهم غير مبالين بالانتخابات؛ والثاني النقمة على النائب أحمد فتفت، التي تبدّت بوضوح خلال جلسات المؤتمر، وأثّرت سلباً على المرشحين».
وأشارت المصادر في هذا السياق إلى ما شهده المؤتمر من مداخلات علنية لمنسقين وكوادر من مناطق لبنانية مختلفة، دعوا فيها الرئيس سعد الحريري إلى «عدم ترشيح أي نائب خالف توجهاته السياسية، وتحديداً في ما يتعلق بانتخاب العماد ميشال عون رئيساً للجمهورية، وسمّوا الرئيس فؤاد السنيورة وفتفت، كذلك دعوه إلى عدم توزير أي شخص قد يلتف عليه لاحقاً، كما فعل الوزير أشرف ريفي».
وحسب المصادر فإن السنيورة وفتفت «ردّا على هذه المداخلات بشدّة، ما جعل منسّق التيار في البترون وجبيل جورج بكاسيني ـــ وغيره من الحاضرين ـــ يخرج مدافعاً عن رأي المنسقين والكوادر، متبنّياً وجهة نظرهم وداعياً إلى عدم قمعهم».
ولاحظت المصادر أن «أجواء الاستياء من فتفت داخل صفوف تيار المستقبل بدت واضحة؛ فبعدما كان في السابق يُستقبل بحفاوة وباهتمام كبيرين، ويلتف حوله منسّقون وكوادر، بدا في المؤتمر الأخير شبه معزول، وحضوره كان ضعيفاً».