حين يُبقي رئيس تيار «المُستقبل» سعد الحريري أحد لقاءاته بنواب وقيادات من تيار المستقبل وشخصيات قريبة منه بعيدة عن الأنظار، فذلك يعني أن شيئاً ما لا يرضيه يدور في هذا اللقاء. فقد علمت «الأخبار» أن اجتماعاً عقد منذ أكثر من أسبوع في منزل الحريري في وادي أبو جميل، ضمّه إلى 20 شخصية سياسية وإعلامية واجتماعية، المشترك بينهم انتماؤهم إلى الطائفة السنية، وكونهم قريبين من تيار المستقبل، أو ينتمون إليه.
ويسمّي بعض أعضاء المجتمعين أنفسهم بـ«مجموعة العشرين». يتقدّمهم الرئيس فؤاد السنيورة والوزيران السابقان رشيد درباس وخالد قباني، بالإضافة إلى النائب سمير الجسر ورئيس تحرير جريدة «اللواء» صلاح سلام. وبحسب المعلومات، «نقلت هذه المجموعة إلى الشيخ سعد شكوى الشارع السني من أدائه مع الرئيس ميشال عون من جهة، وحزب الله من جهة ثانية». وأن ما حصل وما يحصل لم يؤدّ سوى إلى مزيد من «الضمور في القاعدة الشعبية لتيار المستقبل». ولم تخفِ هذه المجموعة مخاوفها من نتائج أي انتخابات مقبلة لأن «ما يفقده المستقبل من قواعد شعبية سيصب حتماً في مصلحة صفوف المعارضة المتطرفة، التي تحمِل خطاباً أقرب إلى اللواء أشرف ريفي». زبدة الحديث في اللقاء الذي استمر ساعات، ركّزت على اتجاه واحد أصرّ على أن «تيار المستقبل لا يملك ترف التصرف ضد مصلحته، وخصوصاً، أنك كرئيس للتيار ومعك بعض دائرتك المقربة، ذهبتم بعيداً في معاكسة الوجدان السني المتفاعل مع أحداث المنطقة. وقد بات لزاماً على من لا يزال متمسكاً بالخطاب العدائي لخصومنا السابقين أن يصمت مراعاة لتحالفاتكم واعتباراتكم، مقابل عدّة تحريض وتعئبة لا تنفك تهاجم البيئة السنية». وأكدت المجموعة أن «حالة التململ هذه في ازدياد مستمر، وفي حال لم تستدرك، لن يكون بمقدوركم في ما بعد مواجهتها أو السيطرة عليها». في المقابل، دافع الرئيس الحريري عن وجهة نظره بشراسة، لكنه في النهاية قال كلاماً فهم منه المجتمعون أنه يطلب منهم «عدم الاعتراض العلني عليه، وعدم إظهار حالات تفلّت وتمرد رسمي داخل التيار». وقد تعهّد لهم بأنه سيكون «حاضراً دائماً لسماع كل اعتراضاتهم متى أرادوا. وأن بإمكانهم الاجتماع في منزله في الوقت المتاح لنقل كل الملاحظات، وإعطاء التوجيهات التي يرون فيها مصلحة للتيار وشارعه».