بلائحة غير مكتملة، يخوض الرئيس السابق لنقابة المعلمين في المدارس الخاصة نعمه محفوض انتخابات النقابة الأحد المقبل. يعوّل، في معركته ضد لائحة ائتلاف أحزاب السلطة (التيار الوطني الحر، حزب القوات اللبنانية، تيار المستقبل، حركة أمل، حزب الله، جمعية المقاصد الخيرية، الجماعة الإسلامية وتيار المردة)، على 85% من أصوات معلمي هذه الأحزاب نفسها.
يبدو واثقاً من أن «المعلمين الحزبيين»، كما سماهم، سيترجمون عبارات التعاطف معه ومواقفهم الرافضة لعقابه، في صناديق الاقتراع. يقول: «ليس لديّ مشكل مع المعلمين الحزبيين وعلاقتي جيدة مع الجميع، المشكلة ليست بالأحزاب بل ببعض القيادات التي لا تفتش عن مصالح معلميها».
في مؤتمره الصحافي لإعلان اللائحة، غمز محفوض من قناة رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل وبعض قادة الأحزاب الأخرى والأمين العام للمدارس الكاثوليكية الأب بطرس عازار من دون أن يسمي الطرفين (رئيس الحزب ورجل الدين) اللذين يعتبرهما مسؤولين عن عقابه لا لشيء بل لصوته العالي ولإقفاله المدارس أثناء الإضرابات ومطالبته بسلسلة الرتب والرواتب في الشارع، واضعاً تلبية بعض الأحزاب لرغبة الأب عازار في خانة الدفاع عن بعض الطوائف للاستغلال السياسي الشعبوي. وقال: «المفارقة أن رجل الدين الذي حرّض الأحزاب عمل لإلغاء المادة المتعلقة بوحدة التشريع بين القطاعين التعليميين الرسمي والخاص في مشروع قانون سلسلة الرواتب».

ينفي عبود أن يكون
هناك رأيان في التيار الحر


ورغم العقاب، تردد محفوض في تسمية اللائحة الأخرى بلائحة الأحزاب السلطوية، ولدى سؤال «الأخبار» عن ذلك، قال: «اللائحة الأخرى تضم زملاء نقابيين لا ينتمون إلى أحزاب موجودة في السلطة لا سيما جمعية المقاصد والجماعة الإسلامية».
محفوض ذكر اسم النقابي أنطوان مدور، بصفته الاسم الثاني المغضوب عليه من رجل الدين نفسه، في حين أنّ مدور هو مرشح التيار الوطني الحر على اللائحة الائتلافية. فهل الرهان صائب هنا وهل هناك فعلاً انقسام في صفوف التيار؟ ينفي رئيس اللائحة الائتلافية، مرشح التيار الوطني الحر، رودولف عبود لـ «الأخبار» أن يكون هناك رأيان داخل التيار الحر «وسيصدر بيان توضيحي بذلك عن التيار وعن مدور في الساعات المقبلة». ويؤكد عبود أنّ موقف التيار من محفوض ليس جديداً ليقال ان خيانة ما حصلت، فقد ترشح التيار ضده في الدورتين السابقتين أي منذ 2009، وإن كان عبود لا يخفي أن اللحظة السياسية دعمت هذا الموقف هذه المرة نظراً للتفاهم مع القوات اللبنانية والتقارب مع تيار المستقبل. يرفض عبود ما يسميه الشخصنة في النقابة ومنها استمرار شخص واحد ثلاث ولايات، مشيراً إلى أن حقوق المعلمين ليست مرتبطة بشخص وسلسلة الرواتب ليست كل الحقوق، سائلاً: «ماذا فعل العهد السابق بصناديق التعويضات والتعاضد والنظام الداخلي والمشاريع التربوية والعلاقة مع المركز التربوي ووزارة التربية؟».
في هذه الأثناء، كان محفوض يبشّر المعلمين في المؤتمر الصحافي بأن مجلس إدارة الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي وافق على مشروع ضمان المعلمين في المدارس الخاصة بعد سن 64 عاماً. وطالب المعلمين بالاقتراع لاستقلالية نقابتهم وللسلسلة والضمان الصحي بعد 64 ومساواة الإجازة الجامعية بالتعليمية ولحقوق حادقات الأطفال وأموال صندوق التعويضات التي تحسمها بعض المدارس من رواتبهم ولا يسددونها للصندوق ولتطبيق القوانين النافذة والتي لا تطبقها بعض المدارس مثل التناقص ورواتب الصيف وبدل النقل وإجازة الأمومة.
وعشية إعلان لائحة محفوض، أكدت مجموعة «نقابيات ونقابيين بلا قيود» التي خاضت انتخابات فرع بيروت في العام 2014، دعمها للمرشحين المستقلين وفي مقدمتهم النقيب محفوض، ايماناً منها بأهمية العمل النقابي المستقل والجدي. وأعلنت المجموعة، في بيان أصدرته، رفضها للنهج الإقصائي والإلغائي لأحزاب السلطة الذي يتجلى مع كل استحقاق انتخابي ويحكم القبض على العمل النقابي ويضع اليد بشكل كامل على ما تبقى من استقلاليته، ويضرب حقوق الأساتذة والمعلمين في سلسلة الرتب والرواتب، ويفرض الضرائب من دون تأمين الخدمات الاجتماعية للبنانيين.
وتضم اللائحة التي يرأسها محفوض كلا من النقابيين مجيد العيلي (حزب الكتائب) ومهى طوق، وعلاء شمعون (محسوب على حزب الوطنيين الأحرار) وياسر الحسين.