شهدت طرابلس خلال عطلة عيد الفطر «مبارزة» غير معلنة بين تيار المستقبل والوزير السابق فيصل كرامي، لاستقطاب مهنئين بالعيد من فاعليات ووفود من مختلف المناطق، سجل فيها «الأفندي» عدداً من النقاط؛ إذ شهد مكتبه في كرم القلة حشداً أثبت أن قاعدته الشعبية صلبة، وأن الحشد فاق عددياً، وفق مراقبين، الوفود التي أمّت مكتب النائب سمير الجسر الذي كان ومنسقية التيار في المدينة يستقبلون المهنئين، بينما حافظ النائب محمد الصفدي على جمهوره الذي زاره مهنئاً في مكتبه، في حين غابت الوفود عن مكتب الرئيس نجيب ميقاتي لوجوده في السعودية لأداء العمرة.
غير أن غياب ميقاتي لم يمنعه من توجيه رسالة سياسية لمن يعنيهم الأمر حول تحالفاته السياسية والانتخابية، إذ توجه، بإيعاز منه، وفد كبير من تيار العزم إلى قصر آل كرامي لتقديم التهاني له، وهو ما اعتبره الأفندي «تأكيداً على العلاقة الممتازة مع ميقاتي، التي لم تتخللها منغّصات منذ المشاركة في حكومته عام 2011».
وفي حين اكتفى معظم أقطاب السياسة باستقبال المهنئين والتقاط الصور التذكارية معهم، تفرّد كرامي بعقد مؤتمر صحافي وجّه فيه أكثر من رسالة سياسية إلى الحلفاء والخصوم على حد سواء، ومتوقفاً عند قانون الانتخابات الذي أصبح الشغل الشاغل للبنانيين.
كرامي الذي تحفظ على حوار قصر بعبدا، لأنه «حوار بين السلطة غابت عنه قوى المعارضة»، أوضح لـ«الأخبار» أن «مضمون الحوار وطني ونحن موافقون عليه، وهذا ما نعهده من رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، الذي نعتبر علاقتنا به استراتيجية». غير أنه لفت إلى أن «التوقعات من العهد الجديد كانت أن تنطبق على أي حوار ينشده أفكاره الأساسية، وهي عدم إقصاء أي طرف، وأن لا يقتصر على أطراف الحكومة فقط، ويؤكد فكرة يتغنى بها الجميع في لبنان، وهي أنه بلد توافقي وجامع».
وعن قانون الانتخابات الذي قال كرامي إنه «فُصّل على قياس القابضين على السلطة»، آملاً «إعادة النظر فيه ليعود للنسبية معناها». وأوضح أن الرئيس سعد الحريري «الذي فاوض، بحكم الأمر الواقع، باسم الطائفة السّنية خلال النقاشات التي سبقت ولادة القانون، كان ليناً ومتجاوباً، ورضي بتقسيم الدوائر على النحو الذي آلت إليه، برغم أنه يدرك أن القانون الانتخابي الجديد وتقسيم دوائره لن يجعلاه أوحد سنياً، بل قوياً بين مجموعة أقوياء ضمن طائفته».
لكن عتب كرامي، في مآل قانون الانتخابات، كان على «الأصدقاء، الذين لديهم جشع السلطة وتجاوز الأعراف التي كنّا متفقين عليها»، موضحاً أن «شائبة إقرار الصوت التفضيلي في القضاء وليس الدائرة، ستجعل هذا الصوت يأخذ اتجاهاً مذهبياً، كما أن القانون الحالي أعاد الروح بشكل أو بآخر لقانون الستين، وتضمّن أيضاً بعض إيحاءات القانون الأرثوذكسي».
وعما يتعلق باعتراضه على حادثة معراب، التي خاطب فيها رئيس القوات اللبنانية سمير جعجع الحريري، على الهواء مباشرة، بقوله له :«إذا قاعد عاقل»، قال كرامي إن «الاعتراض ليس متعلقاً بشخص الحريري ولا شخص جعجع، الذي نعتبره مجرماً، لأنه لو قال هذا الكلام صديق وحليف لنا لرفضناه، كما لو قيل هذا الكلام أيضاً لشخص آخر غير الحريري، فهذا الكلام ليس مقبولاً منّا ولو قبله الحريري، ومرفوض ولو قيل على سبيل المزاح، لأنه انتقاص من مقام رئاسة الوزراء، واعتراضنا يوافقنا عليه كل من يتمتع بمسؤولية سياسية على المستوى السنّي، بمن فيهم شخصيات سنية في تيار المستقبل».