يتقدم مصرف بيروت اليوم بين المصارف الاولى، ومنذ توسعه بعد استحواذه على مصرف «بيروت والرياض» ادخلت تعديلات كبيرة على آليات العمل ما مكنته من التقدم سريعا بين المصارف اللبنانية الكبرى. ولصفير دوره الخاص في هذه العملية نتيجة تجربته سابقا وطريقة تفكيره.
يقول صفير: «أتيت من خارج النادي التقليدي لأصحاب المصارف. لم أرث مصرفاً بطريقة أو بأخرى، بل أسسته وسهرت على تعزيز مكانته. هناك مسؤولية تجاه أربعة أطراف:
أولاً: المودعون الذين إئتمنوك على أموالهم، وهي أمانة يفترض أن تكون على قدر ما تتطلبه.
ثانياً: الموظفون، وهم عائلة المصرف ويقدرون بنحو 3000 في لبنان والخارج، ووجودهم يعني إمتداداً لعائلات وأبناء وأسر وطموحات ومتطلبات.
ثالثاً: القطاع المصرفي والمؤسسات المالية في الدولة، اذ أن تميزك يفرض عليك دوماً عملاً مستداماً لا يستكين على مستوى الثقة التي منحت إليك.
رابعاً: العلاقات التي يفرضها عليك وجودك في خارج البلاد... وهذا يتطلب المزيد من التعب والكد، خصوصاً أن تصنيف لبنان من قبل مؤسسات التصنيف الإئتماني العالمية يضعك في خانة حذرة».
وصفير، مثل كثيرين من الذين يعملون في هذا العالم، تأثر بشخصيات لديها ما قدمته في هذا المجال اكاديميا وعمليا. ويوضح صفير «خلال دراستي في جامعة ديترويت، تعرفت على استاذ مهم جدا، هو الدكتور لاري بوستمان، وهو مرجع في علم الإقتصاد، تُدرّس نظرياته في أكبر الجامعات والمعاهد العلمية. كان يقول لي: إياك أن تضع القوة بين يدي من لم يمتلك ولو لمرة قوة في حياته.
Don’t ever give power to somebody who never had power in his life.

أولى خطوات حياتي المهنية بدأتها عام 1971 في مصرف «نوفا سكوتيا» في بيروت

طبعا، لا اعتقد انني حققت كل طموحاتي بعد. شعاري، وهو الشعار الذي نعمل في المصرف من وحيه هو: «حدودنا السماء». انا والعاملون معي نؤمن بأن للبنان حقّاً علينا، ومن واجبنا أن نردّ اليه جزءاً مما أعطانا».

دور جمعية المصارف

وعن واقع القطاع ودور جمعية المصارف، يعرب صفير عن اعتقاده بأن «المصارف اللبنانية تقوم اليوم بعمل جبار في دعم الاقتصاد والمحافظة على الاستقرار، وعلينا الاستمرار في تعزيز هذا الدور. جمعية المصارف المعبرة عن المصارف، لها دورها الكبير ايضا. وهي مؤسسة تضم كفاءات كبيرة وشخصيات يعتدّ بنجاحاتها، وانا من الاشخاص الذين يعتقدون بأن علينا تحويل الجمعية الى نموذج ومثال في القيادة وتداول السلطة ايضا».
ويضيف: «من هنا كان دوماً حرصي على وجوب أن نعمل بكل طاقاتنا لحماية القطاع المصرفي اللبناني النشط والفاعل والذي يشكّل منصّة دعم للإقتصاد الوطني وللناس في آن. كلنا نعرف الظروف الصعبة التي يعيشها القطاع بسبب التدابير والأحكام والإجراءات الدولية والوضع السياسي. من هنا الحاجة الى قيادة واعية، علمية، لديها قدرة على التواصل ولديها شبكة علاقات دولية لتتمكن من إيجاد الظروف التي تحمي القطاع وتمكّنه من الإستمرار والتطور».




من هو؟

تعليمي العالي تابعته في جامعة مونتريال في كندا قبل أن أنال الدراسات العليا في إدارة الأعمال من جامعة ديترويت في الولايات المتّحدة. وكانت دراستي الإبتدائية والثانوية قد إنتهت قبل ذلك في معاهد الفرير في بيروت.
كنت مصمّماً، حتى قبل مغادرتي المبكرة إلى كندا عام 1965، أن أعود إلى لبنان، وما أن أنهيت دراستي في جامعة ديترويت عام 1971، عدت إلى لبنان رافضا وظائف مختلفة عرضت علي هناك. بدأت العمل المصرفي سنة 1971 في مصرف «نوفا سكوتيا» في بيروت، وعملت في مصارف اخرى، قبل ان اصل الى اليوم حيث اشغل منصب رئيس مجلس إدارة ومدير عام «بنك بيروت»، وهو واحد من أبرز المصارف وأنجحها في لبنان.
رحيل والدي جورج، كان له اثره الكبير عليّ. اسكن الان في منزله في سن الفيل. والدي كان من أبرز العاملين في مجال الإنشاءات، وبصماته واضحة في العديد من الأبنية الكبيرة في وسط بيروت وخارجها مثل مبنى العازارية. علما ان والدتي منيرة، تولت المسؤولية بقدرة كبيرة، وساعدتني على تجاوز صعاب كثيرة. لكن هناك احداثاً لها اثرها الدائم، مثل الحرب اللبنانية التي قضت يومها على إندفاعتنا كشباب يحلم بوطن نموذجي، لا تزال خيباتها وما تلاها تؤثر في نفسي حتى اليوم. وفي تجربتي اللاحقة، حظيت بدعم اضافي من زوجتي ماري عسيلي، والتي يحتاجها الشخص الطموح الى جانبه. سيما انني أسافر كثيراً بحكم ظروف عملي، خصوصاً أن لمصرفنا وجوداً في عدد من البلدان مثل قبرص، لندن، فرانكفورت، نيجيريا، غانا، السودان، دبي ، أبو ظبي، الدوحة، سلطنة عمان، وأوستراليا ... ناهيك عن حوالي 70 فرعاً في لبنان.