«سوكلين» باقية في بيروت لمدة ستة أشهر إضافية. هذا ما تُشير اليه المُعطيات التي تُفيد بتمديد عمل الشركة في العاصمة إلى حين إنهاء بلدية بيروت تلزيم مناقصة الجمع والكنس الخاصة ببيروت، فيما يتخوّف البعض من إمكان افتعال «تمديد» للشركة الى حين التوصل الى اتفاق على شركة تكون «مُرضى» عنها من قبل المجلس البلدي ورئيسه.
في هذا الوقت، باشر ائتلاف شركة «رامكو» اللبنانية مع شركة «التاس يابي سان» التركية، منذ أكثر من أسبوع، أعمال جمع وكنس النفايات في قضاءي المتن وكسروان.
من المتوقّع أن تبقى شركة "سوكلين" تزاول أعمالها في بيروت حتى نهاية السنة الحالية، وذلك بسبب عدم إنهاء بلدية بيروت بعد مناقصة تلزيم أعمال جمع وكنس نفايات العاصمة، الخاصة بها. وكانت بلدية بيروت قد أبلغت مجلس الإنماء والإعمار في حزيران الماضي، عبر وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق، نية البلدية الانفصال عن المناقصات المركزية وإجراء مناقصة لإدارة النفايات خاصة بها.

جابر: لن تُطلق مناقصة التفكك الحراري خلال الفترة المُقبلة
وعلى الرغم من مضيّ نحو سنة على تسلّم المجلس البلدي الجديد مهماته وتعهّده بوضع خطة مستقلة لإدارة نفايات العاصمة، إلا أن مصادر مجلس الانماء والاعمار تتوقع أن لا تنهي البلدية تلزيم مناقصتها المتعلقة بالكنس والجمع قبل نهاية السنة الحالية، مشيرة الى احتمال تمديد "التعاون" مع "سوكلين" الى حين تسلّم المتعهد الفائز بالمناقصة عمله.
في اتصال مع "الأخبار"، يقول المكتب الإعلامي لبلدية بيروت إن الأخيرة أطلقت المناقصة المتعلقة بالكنس والجمع منذ فترة، وإن فتح العروض الفنية سيتم في 12 حزيران المُقبل، على أن تُفضّ العروض المالية في اليوم الذي يليه، أي في 13 حزيران المُقبل.
أمّا بالنسبة إلى مناقصة المعالجة والفرز (عبر تقنية التفكك الحراري)، "فهي لن تطلق في الفترة الحالية"، بحسب عضو المجلس البلدي سليمان جابر الذي يقول إن "إنشاء المعمل يحتاج الى 3 سنوات أو أكثر"، لافتاً الى أن بيروت مشمولة ضمن مناقصة الفرز والمعالجة المركزية المعمول بها حالياً (المؤقتة وليس تلك المتعلقة بالخطة المُستدامة).

«سوكلين» باقية؟

تقول مصادر مجلس الإنماء والإعمار، في هذا الصدد، إنه صحيح أن البلدية أطلقت مناقصة الكنس والجمع والنقل، إلا أن "هناك فترة تحضيرية يحتاج إليها المتعهد الجديد قبل مباشرة عمله، لذلك سنطلب من سوكلين تمديد عملها في العاصمة الى حين انتهاء جاهزية المتعهد"، مُضيفة: "هذا إذا سلّمنا بأن لا تأخير سيحصل أو عوائق ستعترض آلية التلزيم وافتتاح المناقصة". هنا، يُثير أحد المتابعين للملف مسألة "عرقلة المناقصات"، وقال "إما التمديد لسوكلين دورياً وإما تلزيم شركة متفق عليها".
بحسب المكتب الإعلامي لـ"سوكلين"، فإن تاريخ تسليمها الأعمال في منطقة بيروت ينتهي في 3 أيلول المُقبل، وفق ما أبلغها مجلس الإنماء والإعمار. يقول المكتب إن الشركة سبق أن أعلنت أنها مستعدة لتسليم مهماتها في أي تاريخ يُطلب منها، لافتاً الى أن مجلس الإنماء والإعمار هو من يضع تواريخ التسليم. وينفي المكتب مسألة التمديد، ويُشير الى أن الشركة لم تُشارك في مناقصة الكنس والجمع الخاصة ببلدية بيروت.

«رامكو»: وضع الحاويات صعب

في هذا الوقت، باشر ائتلاف شركة "رامكو" اللبنانية مع شركة "التاس يابي سان" التركية، منذ أسبوع، أعمال جمع وكنس النفايات في قضاءي المتن وكسروان. وذلك بعدما توقفت "سوكلين" عن تأدية أعمال الجمع والكنس في هذين القضاءين ابتداءً من صباح الأحد الماضي بعد انتهاء موجباتها التعاقدية مع مجلس الإنماء والإعمار. وكان الائتلاف المذكور قد فاز في أيلول الماضي بمناقصة الجمع والكنس بسعر بلغ 86 مليوناً و254 ألفاً و245 دولاراً أميركياً، لمدة 7 سنوات.
في اتصال مع "الأخبار"، يقول المدير التنفيذي لشركة "رامكو" وسيم عماش إن الشركة تعاني حالياً من سوء حالة المستوعبات التي كانت تستخدمها "سوكلين"، لافتاً الى أن العقد الموقّع مع "مجلس الإنماء والإعمار" يقتضي أن تكون الحاويات في وضع سليم، لكننا فوجئنا بـ"الوضع المزري للحاويات الذي بات مكلفاً بالنسبة إلينا". ويُضيف في هذا الصدد: "إن سوء وضع الحاويات يؤثر سلباً على شاحناتنا، كذلك يتطلب عمالة إضافية، وهو ما يرتّب أكلافاً علينا"، لافتاً الى أن الشركة تواصلت مع مجلس الإنماء والإعمار لتفادي هذا الواقع ولتسوية وضع الحاويات، خصوصاً أن هذا الأمر يؤثر على طريقة لمّ النفايات، ذلك أن الحاويات الـ"المُتعبة" تؤدي إلى سقوط النفايات على الارض، وبالتالي تراكمها على الايام المقبلة".
يقول المكتب الإعلامي لشركة "سوكلين" في هذا الصدد إن المستوعبات التي كانت تستخدمها الشركة "مطابقة للمعايير العالمية" وإنها (الحاويات) كانت تخضع لصيانة دورية، لافتاً الى أن "الصيانة المُستقبلية هي من مسؤولية المتعهد الجديد".
بحسب عماش، فإن الشركة تلمّ نفايات نحو 120 بلدة في القضاءين، وبحسب دفتر الشروط الموقّع معها، فإن على الشركة جمع ونقل وكنس 1200 طن يومياً، بتكلفة 27.9 دولاراً للطن الواحد، في حين أن "سوكلين" كانت تتقاضى نحو 34 دولاراً لقاء الطن الواحد، أي بفارق يبلغ 6.1 دولارات للطن الواحد، أي 7 آلاف و320 دولاراً بالـ1200 طن يومياً.
أما بالنسبة إلى نفايات أقضية بعبدا والشوف وعاليه، فمن المتوقع أن يُباشر ائتلاف شركة «معوّض ــ إده» اللبنانية مع شركة «سوريكو» البلغارية، الفائز في مناقصة تلزيم عقد جمع وكنس ونقل النفايات المنزلية الصلبة، أعماله في مطلع حزيران المُقبل.