الاستياء من الموقف الأخير لرئيس الجمهورية ميشال عون، في ما خصّ موقفه من حزب الله ودوره المقاوم، كان عارماً في صفوف من بقي صامداً في صفوف فريق 14 آذار. لم يفاجأوا بكلام الرئيس، بقدر ما «خاب أملهم» من رفاقهم في الحكومة، وعلى رأسهم القوات اللبنانية. قيادة معراب حاولت كثيراً تسويق خيار تبني ترشيح «حليف حزب الله» إلى رئاسة الجمهورية.
دفنت رأسها في الرمال، موهمةً نفسها أولاً وحلفاءها ثانياً، أنّ زعيم التيار الوطني الحر سيُعدل من اصطفافه السياسي ويُصبح من «منظري» الأمانة العامة. تبين أنه عند كلّ «اختبار»، يؤكد عون للأقربين والأبعدين أنه ليس رئيساً بـ»خطاب خشبي»، بعكس سلفه ميشال سليمان. ميشال عون مُتمسك بخياراته الوطنية والمقاوِمة، ويُجبر القوى السياسية على أن تسير خلف هذه الخيارات من دون أن يلين. كلام المسؤولين القواتيين الذين تواصلت معهم «الأخبار» يؤكد ذلك. فهؤلاء ردّوا على امتعاض قوى 14 آذار بالقول: «عا مهلن علينا شوي! منذ انتخابه رئيساً، وباستثناء كلامه عن حزب الله، لم يتفوه عون بكلمة يُلام عليها».
تؤكد مصادر معراب أنّ «موقف الرئيس عون لا يُفسد في الودّ قضية ولا توجد مسألة ممكن أن تعيد إحياء المشكلة بيننا وبين التيار الوطني الحر. حين تحالفنا مع عون كان حليفاً لحزب الله وأردنا إعادة الاعتبار للوزن المسيحي في الدولة». القوات لا تجد نفسها معنية بالرد على موقف عون «لأننا كقوات لا نرد على رئيس الجمهورية وأي شيء نريد أن نناقشه معه يكون بالمباشر وليس في الإعلام». إضافة إلى أنّ موقف القوات من سلاح حزب الله «مبدئي وغير قابل للتبديل والدولة وحدها قادرة على حماية لبنان». تُحاول المصادر، كما دائماً، الفصل بين الحليفين عون وحزب الله فتقول إنّه «سابقاً كان لعون موقف مغاير من حزب الله حين ربط وجود سلاحه بالوضع الإقليمي وفي خطاب القسم». ولكن ربما أراد رئيس الجمهورية «في لحظة إقليمية متفجرة ضبط الوضع ومحاولة تحييد لبنان عن أزمات المنطقة من خلال طمأنة حزب الله «. تُدافع القوات عن أنّ عون رئيس توافقي ولا ينتمي إلى محور ما، وتبدو كمن يعزّي نفسه بالقول: «يكفي أن يكون خصّ الرياض بأول زيارة له وليس طهران، ثم توجه إلى القاهرة لتأكيد عمق لبنان العربي، وممكن أن يكون حزب الله وجمهوره قد امتعض من ذلك»!
(الأخبار)