أول من أمس، تسلم رئيس حزب التيار الوطني الحر الوزير جبران باسيل مفاتيح الطبقة الأرضية التي كانت تشغلها مؤسسة عصام فارس في منطقة سن الفيل لتتحول قريباً جداً إلى المقر الخاص باجتماعات تكتل التغيير والإصلاح. المطلعون على تفاصيل الأمر يرفضون تحميلها أية دلالات سياسية، مؤكدين أن العونيين كانوا يبحثون عن مقر بعد قرار الرئيس ميشال عون إعادة فيلا الرابية إلى صاحبها الذي كان يضعها بتصرفه، ومؤسسة فارس تعرض الطبقة للبيع، فما كان من نائب رئيس الحكومة السابق عصام فارس سوى أن طالب بنقل الملكية فوراً حين علم بأن الزبون المنتظر ليس إلا قيادة التيار.
المطلعون على خطط فارس للمرحلة المقبلة يؤكدون أنه لا يفكر من قريب أو بعيد بعائدات «هداياه». إلا أنه نقل ملكية المكتب لتكتل التغيير والإصلاح، سبقه استقبال الرئيس ميشال عون لفارس كأول زائر رسمي لقصر بعبدا، وستتبعه عودة أكيدة للأخير إلى لبنان لاستقبال المهنئين بعيد الفصح في منزله في عكار.
فبعيد انسحابه من المشهد اللبناني غداة اغتيال الرئيس رفيق الحريري، اكتفى نائب رئيس الحكومة الأسبق بمتابعة التفاصيل السياسية اللبنانية من لندن ودعم مشاريع إنمائية في عكار. ورغم التكهنات الكثيرة في شأن نياته قبيل كل انتخابات، بقي موقفه الشخصيّ سلبياً.

قرر فارس العودة لخوض الانتخابات النيابية في عكار بصرف النظر عن
قانون الانتخاب

إلا أن المعطيات الجديدة تؤكد حسمه إيجاباً قرار العودة لخوض الانتخابات النيابية في عكار مهما كان قانون الانتخابات، علماً بأنه فكر جدياً بالعودة غداة عرض الرئيس عون عليه تولي حقيبة وزارية، إلا أنه آثر أن يرد اعتباره معنوياً، أولاً عبر الانتخابات النيابية بعد نتائج الانتخابات البلدية المخيبة. وتتوقع مصادر فارس أن تكون لائحته الانتخابية في عكار نواة ائتلاف انتخابي يضم التيار الوطني الحر والمستقبل في بعض الدوائر. فطوال السنوات الماضية، لم تشب أي شائبة العلاقة بين نواب المستقبل ومؤسسات فارس في عكار، وكان سبق انتخابات 2009 وتلاها كلام كثير عن اختيار الحريري النائب نضال طعمة بناءً على تزكية فارس، علماً بأن المستقبل ليس لديه اليوم أي شخصية عكارية نافذة يقدمها كرئيس محتمل للائحة بدل فارس، إضافة إلى استفادته من الطرح الائتلافي لتوفير تكلفة المعركة التي ستكون باهظة جداً ولا يمكن توقع نتائجها. وتتحدث المصادر القريبة من فارس عن قدرته على تحقيق مبتغى كل من عون والحريري، فهو قادر على تكريس الوجود القوي لرئيس الجمهورية وتياره في عكار من جهة، وقادر على تأمين المشاريع الإنمائية التي ينتظرها العكاريون من الحريري منذ أكثر من عشر سنوات من جهة أخرى، علماً بأن المعلومات التي تم تداولها قبل أيام عن إعادة فارس العمل بمكتبه المركزي قرب ساحة حلبا تأكد عدم جديتها، وسيصار إلى تجهيز مكتب آخر في بلدة بينو في انتظار موعد الانتخابات. أما رؤساء المجالس البلدية الذين وصف انتصارهم في الانتخابات البلدية الأخيرة بالضربة القوية لرؤساء المجالس البلدية المحسوبين على فارس، فيتوقع أن يستقطبهم القصر الفارسيّ، كما فعل مع أسلافهم قبل 18 عاماً. والماكينة الانتخابية؟ ماكينتا التيار الوطني الحر والمستقبل.