بعد مُضيّ أكثر من سنة ونصف سنة على أزمة تصريف نفاياتها، توصلت بلديات إقليم الخرّوب، أخيراً، الى الاتفاق على إنشاء معمل فرز ومعالجة، على صعيد اتحاد بلديات إقليم الخروب الشمالي بالتعاون مع إقليم الخروب الجنوبي، في منطقة جون. وبحسب عدد من رؤساء بلديات المنطقة، سيُقام المعمل ضمن نطاق منطقة صناعية يجري التحضير لها، على أن يُصبح المعمل جاهزاً خلال الأشهر الستة المُقبلة.
يقول رئيس اتحاد بلديات إقليم الخروب الشمالي زياد الحجّار لـ"الأخبار" إنَّ "المعمل سيكونُ بمواصفاتٍ حديثةٍ جداً، ولن تصدرَ عنه أيَّةُ ملوثاتٍ، وسيخضع العمل فيه لرقابة اتحاد البلديات".
خطوات هذا الحل المُرتقب جاءت عقب اتصالات مُكثفة أُجريت بين البلديات خلال الأيام الماضية، وذلك بعدما طرحت الأسبوع الماضي، خلال اجتماع عُقد بين رؤساء البلديات ووزير البيئة طارق الخطيب. ومن المتوقع أن تُستكمل الاجتماعات خلال اليومين المُقبلين لإقرار المشروع وإعلانه.

الاهالي يُجدّدون رفضهم إقامة
مطمر في سبلين

أهمية هذا التوافق أنه يأتي بعد معاناة استمرّت لأكثر من سنة ونصف سنة مع أزمة تصريف النفايات، وذلك بعدما استُثنيت بلدات وقرى قضاءي الشوف وعاليه من خطة النفايات الحكومية التي نصّت على إنشاء مطمر ثالث للمنطقة "يُحدّد موقعه لاحقاً". طوال هذه الفترة، لم يتمكّن وزير الزراعة السابق، أكرم شهيّب، من إقناع أهالي المنطقة بالتوصل الى حلّ موحد حول الموقع المُزمع إنشاء المطمر عليه. هذا الأمر، أدّى الى أزمة فعلية ساهمت في انتشار عشرات المكبات العشوائية وإلى الحرق الدوري وغيره من الممارسات العشوائية. وقد ساهم الخلاف بين البلديات حول موقع معمل الفرز المُزمع إنشاؤه للمنطقة في استمرار الأزمة أيضاً، بعدما كان يجري الربط بين إقامة المعمل وإنشاء مطمر ملاصق له من أجل طمر العوادم المتأتية عنه.

ماذا عن مطمر سبلين؟ في خلال أحد الاجتماعات السابقة مع فاعليات المنطقة، اقترح النائب علاء الدين ترو (كتلة الحزب التقدمي الاشتراكي) إقامة معمل الفرز في منطقة سبلين على عقار يملكه النائب وليد جنبلاط (الأرض معروفة بمكبِّ الإدارة المدنية، وتحوّلت بعد الأزمة الى مكب عشوائي لنفايات سبلين). حينها، رفضت بلديات برجا وجدرا وبعاصير والجيّة هذا الاقتراح، نتيجة تخوفها من إقامة مطمر ملاصق للمعمل. يعود الحديث حالياً، على لسان عدد من الناشطين في المنطقة، عن إنشاء مطمر في سبلين يكون بديلاً من مطمر الكوستا برافا في حال إقفاله. وذلك بعدما أثار الوزير السابق وئام وهاب مسألة "استغلال" رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط مسألة إقفال مطمر الكوستا برافا لطرح مطمر في سبلين، عبر مشروع متكامل تُديره شركة تدرّ لجنبلاط أرباحاً كبيرة.
وبهذا الخصوص، لبلديات الإقليم موقف واحد وواضح: "لا لأي مطمرٍ في منطقتنا". يجدِّد رؤساء البلديات موقفهم الرافض لأي حلٍّ لأزمة النفايات "على حسابهم". يقول رئيس بلدية برجا نشأت حمية لـ"الأخبار" إنَّ "الرفض قائم ولن نسمحَ لأيِّ أحدٍ بتمرير أيِّ مشروعٍ خبيثٍ، في منطقتنا". موقف برجا يدعمه موقف الجية، إذ أكّد رئيس بلديتها جورج القزي أنَّ "كل مشروع خبيث يضرُّ بمنطقتنا لن نقبل به، وليبعدوا سمومهم عنّا، ويكفينا سموم معامل الكهرباء والكسارات ومعمل سبلين وغيرها من مصادر التلوث". من جهته، يقول وكيل داخلية الإقليم في الحزب التقدمي الاشتراكي سليم السيد لـ"الأخبار" إنّ "ما يُقال هو بروباغندا سياسية، والكلام عن إقامة مطمر في سبلين ليس وارداً نهائياً، وهذا الأمر محسوم"، مؤكداً أنّ "الحل لنفايات الإقليم بدأ يأخذ مساره الجدي، ونأمل بالوصول إليه".