أصدر قاضي الأمور المستعجلة في بعبدا، القاضي حسن حمدان، قراراً قضى بوقف نقل النفايات "مؤقتاً" إلى مطمر الكوستا برافا، وذلك بانتظار أجوبة وزارتي الصحة والزراعة والمديرية العامة للطيران المدني، في سياق الدعوى المقامة أمامه من جانب عدد من المحامين والناشطين ضد الدولة اللبنانية وشركة الجهاد للتجارة والمقاولات واتحاد بلديات الضاحية الجنوبية، لإقفال مطمر الكوستابرافا، نظراً إلى المخاطر التي يتسبّب فيها.
وقرر القاضي حمدان النظر في تمديد قرار الوقف في ضوء الأجوبة المنتظرة، كذلك قرر إبقاء سائر الأعمال الجارية في المطمر جارية تحت إشراف من ينتدبه وزير البيئة، بغرض تخفيف وجود الطيور في محيط مطار بيروت وداخله (...). جاء هذا القرار بعد ورود معلومات عن إقفال أحد مدارج المطار بسبب حادثة تعرضت لها إحدى الطائرات، نتيجة تحليق كثيف للطيور. من جهته, لم يعلن وزير الأشغال العامة يوسف فنيانوس، أمس، عقب اجتماعه مع رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري، سوى قراراً يقضي بزيادة عدد الأجهزة التي تُستخدم لإبعاد الطيور عن مطار بيروت الدولي. وذلك كإجراء لمواجهة أزمة زيادة حركة الطيور في نطاق مدارج المطار، التي تسبّب بها مطمر الكوستا برافا القريب من المدارج.

قديح: يجب استئصال سبب التهديد
وإقفال مطمر
الكوستا برافا فوراً

وكان خبراً قد تم تداوله يُفيد بأن طائرة تابعة لشركة "الميدل ايست" صادفت مجموعة كبيرة من الطيور لحظة ملامستها المدرج (..) وقد تم وقف استعمال هذا المدرج مؤقتاً الى حين معالجة الموضوع. ينفي المكتب الإعلامي للشركة، في اتصال مع "الأخبار"، أن تكون إحدى الطائرات التابعة للشركة قد تعرّضت لحادثة اصطدام بطيور أو غيرها، لكنه يؤكد "إغلاق أحد المدارج التي تشهد فعلاً حركة لافتة من الطيور".
وفيما بدأ عدد من الناشطين والخبراء السعي الى الضغط على المعنيين من أجل إغلاق المطمر، المصدر الرئيسي لجذب الطيور، وفق ما يؤكدون، خلص الاجتماع الذي عُقد عقب جلسة مجلس الوزراء، الى اتخاذ إجراء زيادة عدد الأجهزة الطاردة للطيور. وكان المدير العام للطيران المدني المهندس محمد شهاب الدين قد صرّح أواخر شهر كانون الأول بأن المديرية تعتزم شراء أربعة أجهزة متخصصة ومتطورة لطرد الطيور. حينها، وعلى الرغم من محاولته إلقاء المسؤولية على مصب نهر الغدير المحاذي وتسببه بجذب الطيور، قال صراحة إن "من المُحبّذ من حيث المبدأ، عدم إقامة أي مطمر للنفايات بالقرب من المطار، فهذه مشكلة بحاجة إلى حل جذري على مستوى الدولة".
من جهته، يقول الخبير البيئي ناجي قديح في مقال له إن تصريحات مسؤولي المطار عن وضع آلات طرد للطيور تحاكي أصوات النسور لتهريبها، "تنم عن انحدار مخيف في مستوى المسؤولية عن حياة الناس، وهي لا ترقى إلى الحد الأدنى المعقول والمقبول من الاحتراز والوقاية"، لافتاً الى ضرورة استئصال سبب التهديد من جذوره، وبالتالي "إقفال موقع الكوستا برافا فوراً".
أمّا الحديث عن مسؤولية تلوث نهر الغدير ومصبه في تراكم الطيور، فيُشير قديح الى أن النهر ومصبه لم يُشكلا خلال السنوات التي مضت عنصراً جاذباً كافياً، لافتاً الى أن ظاهرة الطيور تزامنت مع بدء العمل بمكب الكوستا برافا ونقل آلاف الأطنان من النفايات المحتوية على مكونات قابلة للتحلل والتعفن.
وبحسب تصريح فنيانوس الذي أدلى به أول من أمس، بعد ترؤسه اجتماعاً في المديرية العامة للطيران المدني، من المقرر أن يعقد اليوم اجتماعاً مع وزير البيئة طارق الخطيب لوضع الخطط النهائية والتفصيلية لهذا الموضوع.