«التقنيات ستكون حاضرة في مطبخك الخاص وفي منزلك المتصل. ستكون موجودة على مدار اليوم، كما أنها سترافقك عند قيادة سيارتك وعند ذهابك إلى العمل، أي كيفما انتقلت مع أجهزتك المحمولة والمتصلة»، هكذا يعلّق مدير الأبحاث في مركز «غارتنر» فيرنر غورتز لـ «euronews»، على معرض الإلكترونيات الاستهلاكية الذي انعقد في لوس أنجلس الأسبوع الفائت. اختراعات كثيرة عرضها عمالقة التكنولوجيا في أحد أكبر المعارض العالمية ليعكسوا لنا صورة عن المستقبل. ليس هناك اتجاه مهيمن، إنما تتوزع الاتجاهات بين إنترنت الأشياء والمنازل الذكية والسيارات المستقبلية وغيرها من المنتجات التي ستكون بمتناول استهلاك الناس (المتمكنين طبعاً) في الأعوام المقبلة.
عام 1967 انطلق معرض الإلكترونيات الاستهلاكية CES في مدينة لوس أنجلس ليفرض نفسه واحداً من أبرز معارض التكنولوجيا في العالم، حيث يتم فيه إطلاق تقنيات المستقبل إلى الأسواق. منذ أيام احتفل المعرض بعامه الـ 50 كاشفاً عن تقنيات مستقبلية تقارب الخيال العلمي المجسّد في الأفلام. فقد كشفت أبرز شركات التكنولوجيا عن منتجاتها التي ستتوفر للمستهلكين قريباً أو في الأعوام العشرة المقبلة، راسمةً صورة عن حياة الناس… في المستقبل.
«في غضون ثلاث سنوات، نتوقع أن يضم العالم أكثر من 50 مليار جهاز ذكي متصل بالسحابة»، هكذا أعلنت شركة «إنتل» في جناحها في المعرض. خلاصة المعرض، الذي امتد لأربعة أيام، هي أنّ المنازل الذكية أصبحت أمراً واقعاً ومنتشراً وهي قيد التطوير الدائم، أمّا التلفزيونات فلا تزال تتجه لأن تصبح أنحف وأفضل خصوصاً أن شركة LG كشفت عن تلفزيون بسماكة 2.57 ميلليمتر ما يعد واحداً من أرفع التلفزيونات الموجودة في العالم حتى اليوم. كذلك فقد ظهر في المعرض سيارات مشابهة لما تعرضه أفلام الخيال العلمي، إضافة إلى عدد من الروبوتات التي تساعد في الأعمال المنزلية. الحواسيب المحمولة المستقبلية أصبحت أقوى وذات مرونة أكثر و»أغرب»، إذ كشفت شركة Razer عن حاسوبها الجديد Project Valerie بثلاث شاشات، كل منها بحجم 17 إنشاً. وأكدت الشركات عبر منتجاتها أن التكنولوجيا القابلة للارتداء تنمو بشكل كبير وتتوسع، وبرغم التركيز على الساعات الذكية أو الأجهزة الرياضية برز توجهها نحو التكنولوجيا الطبية والصحية إضافة إلى تطوير السماعات. هكذا يقدّم المعرض نموذجاً عن اتجاهات التكنولوجيا في الأعوام القادمة، فما هي أبرز الأجهزة التي استعرضتها الشركات في المعرض؟


سرير ذكي لوقف الشخير

جائزة "أفضل الابتكارات" عن فئة الأجهزة المنزلية حصل عليها سرير ذكي هدفه الأساسي منع المستخدم من الشخير ليلاً! فقد أعلنت شركة Sleep Number الأميركية عن سرير 360 Smart Bed الذي يقوم بتعديل شكله ليناسب وضعية الشخص النائم. يقوم السرير برصد ما إذا كان الشخص يصدر أصوات شخير وعليه يعدّل بشكل أوتوماتيكي وضعية رأس النائم بما يسمح بمرور الهواء بشكل مناسب من أجل تعديل عملية التنفس. كذلك يسجّل السرير جميع الحركات خلال عملية النوم ودقات القلب والتنفس ليقدم مجموعة بيانات تساعد المستخدم على معرفة ما إذا كان ينام بشكل جيد أم لا. تعمل هذه الخصائص ربطاً بتطبيق هاتفي SleepIQ ما يتيح إمكانية التعديل الذاتي أيضاً لخصائص السرير وجمع البيانات. بالإضافة إلى ذلك كشفت الشركة عن ميزات أخرى يحتويها هذا السرير الذي يمكنه رصد حرارة القدمين وبناء على البيانات يقوم بتدفئتهما.

سيارات من الخيال العلمي

سيارات المستقبل شبيهة بما رأيناه في أفلام الخيال العلمي، فقد عرضت تويوتا سيارتها concept-i لعام 2030 التي تختلف كلياً عن سيارات اليوم. وعلى رغم التوجهات العالمية نحو القيادة الذاتية إلا أن تويوتا صنعت هذه السيارة مركزة على فكرة وجود السائق والعلاقة بينه وبين السيارة. تصميم السيارة يوحي بالمستقبل بأبوابها الزجاجية والإضاءة وتقنية اللمس، أمّا "يوي"، مساعد الذكاء الاصطناعي، فوظيفته التعرف إلى السائق وبناء قاعدة معلومات بعاداته بحيث يتمكن من توقع احتياجاته وتنفيذها من خلال برنامج صوتي يضم مختلف الثقافات. يستخدم "يوي" الأضواء والأصوات لإيصال المعلومات للسائق عندما يحتاج إليها. وبرغم التركيز على العلاقة بين السيارة والسائق إلا أن السيارة تحتوي على جهاز قيادة ذاتية ما يمكّن السائق من اختيار البرنامج الذي يريده. ويعمل برنامج القيادة الذاتية والذكاء الاصطناعي من أجل لفت انتباه السائق في الظروف الخطرة ومساعدته عندما يقود بشكل متهور.

جميع الشاشات باتت touch

منذ أشهر كشفت شركة Neonode عن جهاز يمكنه تحويل الشاشات إلى قابلة للمس بمجرد وصله بالكومبيوتر، لتقوم في المعرض بإطلاق النسخة التي تصلح للاستخدام على حواسيب "آبل" الجديدة MacBook Air ما يعني أنه بات بالإمكان تحويل أي شاشة حاسوب إلى شاشة قابلة للمس. يعمل الجهاز بمجرد تعليقه مغنطيسياً أسفل شاشة الكومبيوتر المحمول ووصله به ليقوم على الفور ببث ضوء غير مرئي على الشاشة ما يجعلها قابلة للمس بالأصابع والفرشاة من دون الحاجة إلى تحميل أي برمجيات على الكومبيوتر. وقد حاز هذا الجهاز جائزة "أفضل الابتكارات" عن فئة إكسسوارات الكومبيوتر في المعرض.

GeniCan سلة مهملات ذكية

تقنيات المنزل الذكي وصلت إلى النفايات، وتحديداً سلة مهملات ذكية من إنتاج شركة GeniCan. فقد اخترعت الشركة جهازاً يتم تثبيته في سلة المهملات بحيث يقوم بمسح الـ barcode للنفايات المرمية داخل السلة ووضع قائمة بالمنتجات التي استُخدمت. الهدف من هذا الجهاز هو تسجيل جميع المنتجات التي استهلكت وتم رميها من أجل توفير الوقت على المستخدم حين يريد التسوّق بحيث تكون لديه لائحة جاهزة بالمنتجات الناقصة لديه.

أكبر USB في العالم بسعة 2 تيرابايت

"أكبر USB flash drive في العالم" كشفت عنه شركة kingstone التي عرضت DataTraveler Ultimate GT وهو usb بسعة 2 تيرابايت. وعليه بات بالإمكان نقل بيانات ضخمة بشريحة صغيرة نسبياً، إنما بالطبع أكبر من الـ USB العادية، من دون الحاجة إلى hard drives أو cloud storage.
يختلف هذا الـ USB عن المتعارف عليه من ناحية الشكل الخارجي، إذ أنه مصنوع من مادة الزنك كي لا يتضرر. لذلك قريباً سيكون بالإمكان تخزين بيانات ضخمة على جهاز صغير، إلا أن مخاوف المستهلكين التي عبروا عنها في المعرض تمثلت في إمكانية إضاعة الـ usb بسبب صغر حجمه وفقدان معلومات هائلة.

«لابتوب» بثلاث شاشات

قدمت شركة Razer الأميركية نموذجها الأولي لحاسوب محمول جديد باسم Project Valerie يحمل 3 شاشات معاً، تطوى أمام الشاشة الرئيسية. صحيح أنه سيكون سميكاً ووزنه ثقيل، ولكنه يتيح للمطورين والمبرمجين والمصممين الاستغناء عن الحاجة إلى استخدام شاشات منفصلة، كما سيكون مناسباً جداً لمحبي الألعاب.
لم تكشف الشركة المنتجة عن كل مواصفاته، كما لم تكشف عن سعة البطارية، إذ من المتوقع أن يؤثر وجود 3 شاشات على أداء البطارية.