غزة | فوق الباب لافتة باهتة تصعب قراءتها... لكنّ محلّ «الزهور» أشهر من أن يعرّف في قطاع غزّة، فهو المتجر الوحيد المخصَّص لبيع أشرطة فيديو للأفلام العربيّة والمصرية القديمة. صاحب المكان محمود الحصري (60 عاماً) أعلن تصفية تلك الأشرطة... ينتظر بأسىً التخلّص من أكوام الأشرطة المصفوفة على رفوف متجره، لكونه يريد استغلال المكان لتجارة أخرى تعود عليه بالربح الوفير. لهذا يبيع بضاعته بأزهد الأثمان. مكتبته غنيّة، فهو مولع بجمع الأفلام القديمة، يحفظ عناوينها، وأسماء أبطالها، ويردّدها عن ظهر قلب لتخيير المحتارين، لكنّ زبائنه قليلون، معظمهم من كبار السن المولعين بذكرياتهم القديمة، وقد اعتادوا زيارة متجر «الزهور» منذ ثلاثين عاماً. ومنهم أيضاً من يشتري الأفلام لتزيين الأفراح بالأشرطة البلاستيكية السوداء، لتزيد من لمعان الأضواء، وترمى في النفايات بعد ذلك.

يعزو الحصري تدني قيمة الأفلام العربية إلى انتشار الفضائيات والإنترنت، الذي لم يترك مساحة لجهاز الفيديو. وقبل أن يطلق شتيمة جديدة على عصر التكنولوجيا، يصوّب نظره إلى الشاشة، لمتابعة فيلم «البنات شربات» لفنانه المفضّل إسماعيل ياسين (الصورة). في هذه الأثناء، يحلم بصفقة مربحة، وهي إيجاد من يشتري كلّ أشرطته دفعة واحدة.