القاهرة | بينما كان الإحباط يخيّم على الشارع المصري بسبب مجريات الجلسة الثالثة لمحاكمة الرئيس المخلوع حسني مبارك ورجاله، وما شهدته من أحداث تخاصم تطلّعات الثوّار، عادت الصفحات التي تعتمد على خفة ظلّ المصريين إلى الظهور على فايسبوك. الصفحة التي جمعت أكثر من 3 الآف شخص في أقل من 24 ساعة حملت عنوان «بيبي جماعي على سور السفارة الإسرائيلية». ودعا مؤسّسوها كل المصريين الغاضبين من بناء جدار عازل لحماية مقر السفارة في القاهرة إلى التبوّل على الجدار حتى تصل الرائحة إلى موظفي السفارة القاطنين في الطبقة 17، مطالبين سكان المنطقة بالتضحية والتحمّل حتى يتم التخلص من السفارة نهائياً!
وكان المصريون قد فوجئوا قبل يومين بقرار محافظ الجيزة علي عبد الرحمن بناء جدار عازل أعلى كوبري الجامعة أمام السفارة الإسرائيلية والعقارات المجاورة لها. وفيما أكّد أن الهدف هو حماية ممتلكات المقيمين في محيط السفارة، لم يقتنع الغاضبون، وربطوا هذا الجدار بالجدار العنصري الذي أقامته إسرائيل على حدودها مع الضفة الغربية. ومن هنا، جاءت فكرة التبول الجماعي على الجدار، على رغم استحالة تنفيذها عملياً في وقت انتشرت فيه رسوم الغرافيتي المهددة لإسرائيل على الجدار.
لكن ذلك لم يمنع من تدفق التعليقات على الصفحة، ومعظمها لا يمكن نشره بالطبع. وكان من بينها من قال إنّه مستعد للصمود مع الانتفاضة حتى «آخر نقطة ماء في جسدي». بينما اشتكى آخر من إصابته بالفشل الكلوي ولن يستطيع المشاركة في الواجب الوطني. وتطوع آخر بالتبرع بكوب عصير قصب لكل مشارك في حملة هدم الجدار العازل للسفارة الإسرائيلية. أما الإشكالية الأكبر فتمثلت في عدم قدرة الفتيات والنساء على المشاركة لأنّه يستحيل أن يقضين حاجتهن في الشارع حتى لو كان الهدف وطنياً ونبيلاً!