هناك في لبنان الآن نسختان من ريبيكا فرغُسون في الوقت نفسه. هناك الممثلة السويدية، القنبلة الشقراء، رفيقة توم كروز في فيلم «مهمة مستحيلة» الذي يكتسح شاشات بيروت والمناطق، وهناك المغنية البريطانية السمراء التي لم تبلغ الثلاثين، وكانت بالأمس ضيفة «مهرجانات بيت الدين»، حيث جاءت تغني بيلي هوليداي (١٩١٥-١٩٥٩). فرغُسون صاحبة الصوت ذي الطابع الحزين، برزت في برنامج «إكس فاكتور» عام ٢٠١٠، قبل ان تنطلق بسرعة في عالم الغناء...
ألبومها الثاني بعد «جنّة» الذي عرف نجاحاً لافتاً، خصت به الديفا الأميركية، وفيه تستعيد أغنيات أسطوانة بيلي هوليداي الشهيرة Lady sings the Blues تعود الى العام ١٩٥٦. جمهور بيت الدين تجاوب مع المغنية الشابة التي خاطبتهم بلهجة الضواحي، وأدّت الى جانب بعض اغنياتها الخاصة، كلاسيكيات الجاز والبلوز على طريقتها، بحيوية وابتكار: «بلو مون»، «سامرتايم»، «أيها الرجل العاشق أين عساك تكون»، «طقس عاصف»، «يطيب عناقك»، «هيا كوني سعيدة»... بيلي المغنية الملعونة، أكبر الأصوات في تاريخ الجاز، كانت هنا، وسط سحابة من الماريجوانا، تحلّق فوق الباحة الداخليّة لقصر المير بشير الشهابي الكبير...