وسط موجة الحرّ الملتهبة هذه، هل تتخيّل نفسك جالساً في غرفة تبلغ حرارتها 35 درجة وما فوق، حيث تحاول تطبيق 26 وضعية مختلفة لجسمك على مدى 90 دقيقة؟ قد يكون ذلك وصفاً نموذجياً لأحد أساليب التعذيب في السجون، إلا أنه ليس كذلك، بل هو صنف من أصناف اليوغا بدأت المدرّبة دلال حرب أخيراً بتدرسيه في لبنان. يستمد هذا التمرين أصوله من الـ«هاثا يوغا» التقليدية، وقد طوّره المعلم بيكرم تشوندوري. «البيكرام يوغا يقوّي العضلات ويليّنها، ويفعّل نبض القلب وحركة الأيض عموماً، ويرخّي الأعصاب، بالإضافة طبعاً إلى قدرته التنحيفية. كل ذلك بفضل نوع الحركة المدروسة التي يؤديها الطلاب والحرارة العالية التي يجب أن تتوافر في الغرفة حيث تجرى التدريبات»، كما تشرح حرب. الصبية التي هدتها صديقتها إلى صف «البيكرام يوغا» منذ خمس سنوات، لم تكن تدرك أنّ تلك اللحظة ستغيّر حياتها. بعدما قصدته للتخفيف من أوجاع الظهر التي استحكمت بها بسبب عملها المرهق في مجال الإعلام والتسويق، أصيبت بسحر هذا العلم، مما جعلها تلتحق بـ«الكلية الهندية للبيكرام يوغا» في الولايات المتحدة، حيث عمّقت دراستها وتلقت شهادة تخولها ممارسة التدريب. اليوم، تعلّم حرب صف «البيكرام يوغا» مرتين في الأسبوع. بفضل هذين الصّفين «لم يعد صيف لبنان يزعجني» كما تقول في إشارة إلى قدرة التكيف مع الحرارة التي يكتسبها الجسد جراء ممارسة «البيكرام يوغا». فكرة قد تكون جيدة مع تفاقم الاحتباس الحراري الذي نعاني تبعاته!
للاستعلام: 71/214795