لم يتوقع الإيراني فيروز زاهدي أن يحقق نجاحاً كبيراً ويصبح مصوّر أشهر نجوم السينما الأميركية، أمثال داستن هوفمان، وجوني ديب، وليوناردو دي كابريو وآخرين. كل ذلك بفضل مرافقته إليزابيث تايلور في إحدى زياراتها إلى إيران عام 1976! هذه الزيارة مثّلت محور معرض أقيم أخيراً في متحف مقاطعة لوس أنجلوس للفنون LACMA، وكشف تفاصيل شبه مجهولة عن حياة الممثلة المعروفة (1932 ـــــ 2011) التي رحلت منذ أشهر، إذ التقط زاهدي مجموعة صور لـ «حسناء هوليوود» في مدن إيرانية مختلفة.
يومها، لم يكن زاهدي ذا خبرة في مجال التصوير الفوتوغرافي، إلا أن الصداقة التي ربطته بتايلور أثناء احتفال أقامته السفارة الإيرانية في واشنطن، كانت بمثابة مفتاح الشهرة لهذا المصور المغمور.
بعد فترة من الصداقة، وافق زاهدي، الذي غادر بلاده في العاشرة من عمره، على طلب تايلور مرافقتها في جولتها الإيرانية، بعدما ارتأت أن يرافقها رجل من أبناء البلد. يوثّق معرض LACMA لحظات حميمة، لا نراها في استديوهات هوليوود الباذخ، كما تبيّن الصور احتفاء «كليوباترا هوليوود» بالمناخ الشرقي.
يقول زاهدي لـ«الأخبار»: «الصور التي التقطتها تبدو عادية للوهلة الأولى من دون أيّ خصوصية استثنائية. ولعل ذلك عائد إلى الصداقة التي جمعتني
بتايلور.
لم أكن أشعر بأنّ التقاط صور لها بالأزياء التقليدية الإيرانية أمر استثنائي. لم أكن أدرك حينها أنني ألتقط صوراً لأشهر نساء هوليوود، بل كنت منهمكاً بتصوير صديقة فحسب».
تكشف الصور عن ولع «قطة هوليوود المدللة» بالحياة الإيرانية، بدءاً من حبّها للأزياء المحلية (الفولكلورية)، وصولاً إلى اهتمامها بدخول المساجد والجوامع، وهذا ما دفعها إلى ارتداء التشادور الإيراني.
يقول زاهدي «رغم سفرها إلى دول وأماكن مختلفة من العالم، رأت في الحياة الإيرانية بعداً سرياً غامضاً، لم تشعر به في أي مكان في العالم».
بعد عودتهما، تلقى زاهدي عرضاً من الفنان الشهير اندي وارهول لنشر صور تايلور في إيران على صفحات مجلته «إنترفيو». وبتشجيع من تايلور نفسها، وافق زاهدي، وقد اعتُمدت بعض هذه الصور ملصقات لأفلام شاركت فيها تايلور تمثيلاً.
ومن يومها، لم تخلُ مجلة أميركية شهيرة من صور زاهدي، كما اعتمدت بعض أشهر أفلام هوليوود على أعماله، كملصق فيلم Pulp Fiction وغيره.