بعد أربعين عاماً على رحيله، ما زال طيف جيم موريسون (1943 ـــــ 1971) يخيّم على فرنسا، حيث مات في باريس ودُفن في مقبرة «بير لاشيز» الشهيرة. أزمة قلبية؟ جرعة زائدة؟ مؤامرة من الـ «سي آي إيه»؟ حتى اليوم ما زالت علامات استفهام كثيرة تحوم حول ظروف وفاة مغني الروك، الذي وجد في صباح الثالث من تموز (يوليو) 1971ميتاً في مغطس حمامه الباريسي. يومها، كشفت تحقيقات الشرطة أنّه مات نتيجة ذبحة قلبية عن 27 عاماً، من دون أن تجري أيّ تشريح للجثة. حلول مغني فرقة الـ Doors الشهيرة وشاعرها على عاصمة الأنوار، جاء بعدما أدين بتهمة التعرّي خلال حفلة قدّمها في ميامي عام 1969. وفي ربيع 1971، هرب إلى باريس للعيش مع صديقته باميلا كورسون، والتفرّغ لكتابة الشعر بعدما فك ارتباطه بفرقته، التي مثّلت أيقونة الروك في الستينيات، لكنّ وضعه الصحي كان سيئاً بعدما استسلم للكحول والبدانة.
وأمس، أحيا كثيرون ذكرى الشاعر والمغني الأميركي. وفي باريس تحديداً، قدّم رفيقاه في الفرقة الشهيرة، عازف الأورغ راي مانزاريك، وعازف الغيتار روبي كريغر، حفلة في مسرح «باتاكلان». ولعلّ الوفاة الغامضة لموريسون عزّزت حضوره في المخيلة، بوصفه أسطورة وإحدى أكثر أيقونات الروك جاذبية وسطوةً في التاريخ. شخصيته المتطرفة، وسلوكه وانخراطه في تيار أغنية الاحتجاج، وخصوصاً ضد الحرب على فيتنام، جعلته يستحق لقب «الشاعر الملعون» بامتياز.
في المكتبات، ما زالت الأعمال التي تحاول فك لغز وفاته تلقى رواجاً كبيراً. ها هو سام بيرنيت يصدر أخيراً كتاباً بعنوان «جيم موريسون: الحقيقة»، حيث ضمّنه روايته الخاصة لوفاة الأسطورة، إذ ادعى الكاتب أنّه كان شاهداً على الساعات الأخيرة من حياة موريسون، الذي مات في ملهى ليلي كان يديره في باريس، لا في مرحاضه في شقته، وفق ما يقول بيرنيت. أما الصحافي جان نويل أوغوز، فقد ألّف كتاباً بعنوان «فرقة الـ Doors: القصة الحقيقية». وإذا كان العمل يرصد أيقونة الروك في الستينيات، فإنّه أيضاً يولي أهمية لموسيقى الفرقة واستمرارها بعد وفاة موريسون، فيما أصدر أحد أشهر مصوّري نجوم الروك، الأميركي هنري ديلتز، كتاباًَ بعنوان «جيم موريسون والـ «دورز». وسط ذلك، توافد عشّاق موريسون أمس على مقبرة «بير لاشيز». ورغم أنّ معظم الحاضرين لم يكونوا مولودين حين كان الأسطورة في أوجه، ما زالت «نصوصه وشعره ورسائله راهنة»، وفق ما قال أحد الحاضرين، الذي كان يرتدي قميصاً سوداء عليها صورة جيم.