دمشق | بسرعة قياسية، تداولت المواقع الإلكترونية خبراً مفاده أنّ جمال سليمان رشَّح من قبل السيناريست المصري فيصل ندا لتجسيد شخصية الرئيس التونسي المخلوع زين العابدين بن علي في مسلسل «الجميلة والمغامر». لكنّ سليمان نفى الخبر لـ «الأخبار»، مؤكداً أنّ «لا أساس لهذا الكلام من الصحة. لقد سمعت عن الموضوع مثلكم، ولم يحدث أن تفاوض معي أحد بخصوص مسلسل يحمل هذا الاسم». وعن رأيه في تجسيد الزعماء المخلوعين أو الذين اشتعلت ضدهم ثورات والجدوى الفنية وراء ذلك، يقول بطل «الشوارع الخلفية» إنّ موقفه «ينحصر بالجانب الفنّي والإبداعي، ومما لا شك فيه أنّه يمكن للممثل أن يقدم الأعمال الشريرة والخيّرة من دون أن تكون له علاقة بالشخصية التي يجسدها»، مضيفاً: «العبرة ليست في ما تقدمه هذه الأفلام، بل في ما يقدمه العمل وطريقة طرح شخصياته». من جهة أخرى، يقول بطل «أفراح ابليس» إنّ المشكلة الحقيقة تكمن في طريقة تعاطي الدراما العربية مع أعمال السيرة التي تمجد أبطالها، «ما يجعلني أتحفظ على المشاركة في أعمال مماثلة»، لافتاً إلى «أنّني سبق أن اعتذرت عن عدم أداء دور جمال عبد الناصر لأنّ الشريط رأى الزعيم العربي بعين واحدة ولم يقدم أي رؤية نقدية لممارساته في الحكم».
وبالعودة إلى الزعماء المعاصرين الذين ثارت شعوبهم ضدهم، يلفت النجم السوري إلى ضرورة التنبه إلى سيناريوهات وصول هؤلاء الزعماء إلى سدة الحكم، لأنّها «حكايات سطحية ولأنهم لم يأتوا من الفراغ بل وقفت وراءهم قوى سياسية»، معتبراً أنه « لو كان وصولهم سهلاً إلى هذه الدرجة، لما ظلوا في أماكنهم أكثر من ثلاثة أشهر... هؤلاء أداروا ملفات ظهر منها القليل فقط، بينما بقيت غالبيتها مغمورة في الرمال».
ويقول «أبو محمد» إنّ أي مراجعة لحياة هؤلاء يجب أن تحمل إضاءات نقدية: «شخصياً لا مشكلة لديّ في تجسيد شخصية أحدهم، شرط أن يكون الدور مناسباً لي، والعمل عميقاً ونقدياً»، مؤكداً أنه من الضروري أن تخرج إلى النور مستقبلاً «أعمال عن هؤلاء وعن القوى التي أوصلتهم إلى الحكم والمناخ الذي كان سائداً وتجربتنا كشعوب معهم».