دمشق | بعد الصولات والجولات التي قام بها المبعوث المشترك للأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي، أتحفنا بحصوله على موافقات مبدئية من جميع الأطراف على عقد هدنة لوقف إطلاق النار خلال عيد الأضحى. أما ضمانات الالتزام فتعود إلى ضمير الجهات المتنازعة. وما إن صدر إعلان الإبراهيمي هذا حتى راح السوريون ينعونها على جدرانهم الافتراضية بكثير من السخرية المستمدة من الأسى الذي يملأ حياتهم.وعلى الرغم من أن هناك من ناقش الموضوع بجدية عالية وكتب تعليقات تفيد بأنّ الهدنة لن تنجح لأن المجموعات المسلحة لا تخضع لقيادة واحدة، فيما رأت بعض الشخصيات المعارضة في التقيّد بالهدنة ضرورة «ليتمكن الشعب السوري من لملمة جراحه وتدبير أموره»، إلا أن غالبية التعليقات الأخرى سخرت من مشروع المندوب الأممي: «لو كان هناك ضمير ما وصلنا إلى هذا المصير». واعتبر أحدهم أن «من يخرق الهدنة ستلعنه السماء ويحرقه الله في نار جهنم»، ليضيف آخر مستوحياً موقفه من أغنية مصرية شعبية: «يلي بيخرق الهدنة يبقى الود ده ايه.... شنكوتي».
وفي زحمة التعليقات التي ضجّت بها مواقع التواصل الاجتماعي، كان هناك من سأل «عن أي هدنة تتحدثون». وما هي إلا ساعات حتى بدأت الفضائيات تتناقل خبر خرق الهدنة من قبل جهات متعددة، الأمر الذي أرخى بظلاله مجدداً على منابر الـ«نيوميديا». حزن وتهكّم على «القدر الأسود» تجسّد في التغريدات، إذ كتب أحدهم على تويتر «كل هدنة وأنتو بخير»، قبل أن يضيف: «أخيراً خلصت الهدنة ورجعت الحياة طبيعية شكراً لصوت الدوشكا والبنادق الروسية»، فيما يذهب آخر بسخريته إلى حدها الأقصى، فيكتب: «كلهم حاولوا تطبيق الهدنة، بس الهدنة طلعت مرباية وبنت ناس، عصية على التطبيق». هكذا، مرّ العيد على السوريين كغيره من الأيّام ممهوراً بطابع الألم ولون الدماء. لكن الفائدة الوحيدة من الهدنة كانت مساعدتهم على صنع سخرية تخفف من وطأة الأحداث وهولها.