فيينا | وقّعتْ 25 جمعية ونادياً عربياً في النمسا على رسالة مشتركة تؤيّد موقف الفنّانين العرب الذين قرروا مقاطعة مهرجان «سلام أورينت» هذا العام على خلفية مشاركة السفارة الإسرائيلية في تمويله (الأخبار 17/10/2012).وفي خطوةٍ هي الأولى منذ غزو العراق، تجاوزت الجمعياتُ العربيةُ، من مختلف الأقطار، خلافاتها لتوقّع رسالةً موجّهة إلى منظّمي المهرجان، وإلى المؤسسات الحكومية وشبه الحكومية النمساوية المشاركة في تمويل المهرجان واحتضانه، وإلى الرأي العام النمساوي. ورأت الرسالة الخطوات التي اتخذها الفنانون جزءاً من الإجماع الشعبي العربي على رفض التطبيع في المنطقة من دون حل عادل للقضية الفلسطينية.
وفيما أشار البيان إلى الضرر الذي تلحقه المشاركة الرسمية بالفنانين أنفسهم من منظور ضرب صدقيتهم كفنانين مسيّسين أعلنوا معارضتهم للتطبيع، أسف للضرر الذي لحق بالمهرجان نتيجة انعدام الحساسية لدى المنظمين، معرباً عن أمله في تدارك هذه الأمور في الأعوام القادمة.
وفي تطور إضافي، اشترط البروفيسور العراقي المقيم في كندا، صباح الناصري، إخراجَ محاضرته عن «الربيع العربي والتدخل الأجنبي» من إطار المهرجان، وحذف الدعوة إليها على موقعه على الإنترنت؛ وهذا ما اضطرّ منظمي المحاضرة والمهرجان إلى القيام به. وقد أكّد الناصري في رسالة وجّهها إلى أحد ناشطي حملة مقاطعة داعمي إسرائيل في لبنان اعتراضه على التمويل الإسرائيلي للمهرجان، وانسحابه منه. إدارة المهرجان أصدرتْ بدورها بياناً على موقعها أسفت فيه لانسحاب لينا شماميان وفرقة ماليكا (تضم الفرقة هذه «مقاطعة» و«صوت وصورة»). وأشارت إلى اعتمادها على التبرّعات من أيّ طرف كان، بما في ذلك السفارة الإسرائيلية التي تمول عرض فرقة إسرائيلية طاجيكية. وأشارت إلى عدم تفهّمها لمطلب «الحملة الفلسطينية للمقاطعة الأكاديمية والثقافية لإسرائيل» مقاطعة الفعاليات الثقافية ذات التمويل الإسرائيلي الرسمي، مؤكّدةً أنّ المهرجان سمح مراراً بالتعبير عن وجهة النظر العربية.
لكنْ فيما كُتبتْ على موقع المهرجان كلمة Abgesagt (ملغى) على حفلات لينا شماميان وماليكا، واختفت محاضرة صباح الناصري، ما زال الغموض يلفّ موقف الفنان الفلسطيني مروان عبادو الذي لم يختف اسمُه من برنامج المهرجان، ولم يشمله بيانُ المنظمين بوصفه أحد المقاطعين. موقف عبادو الغامض أثار التساؤلات والخيبة في صفوف الجالية العربية، وأنصار فلسطين في العالم.