أصحابي، لا سواهم:يحملونَ مفاتيحَ بيتي، وخزائنِ أوراقي، وأدراجِ لطائفي وأسراري.
يعرفون كل شيء، ويحفظون كل شيء (نعم، يستطيعون أن يبعثوا بي إلى الجحيم في أية لحظة)، يعرفون أسراري، ونقاطَ ضعفي، وهفواتي، وأمراضَ بدني وعقلي، ودهاليزَ أحلامي، وزلّاتِ لِساني الغبيّ في هجاءِ الدولةِ، وأعداءِ الدولة، ولصوصِ الدولة، ومُنافقي الدولة، والمرابين، والتجارِ، والكهنةِ، وحيتانِ الثرواتِ والعقائد (نعم، أنا أعنيكم أنتم)، وسفّاحي الأشجارِ والأحلامِ والقصائد...

أصحابي الخجولون الذين, مِن شدّةِ حيائهم, حين يبتسمون يُغَطّون أنيابهم بأصابعهم..
أصحابيَ الذين يستهلكون من العطور أكثر مما يستهلكون من الشاي والويسكي، لتلطيفِ روائحِ القاذورات التي خلّفوها... أو تلك التي يَغرقون ويحاولون إغراقيَ فيها...
أصحابيَ الذين يخافونني (في السرّ) لأنهم يعرفون أنني، أنا الوديعَ الضعيف، الأقدرُ على إخافتِهم..
أصحابيَ الذين يُـبَجِّلونني لأنهم يحتقرون أنفسهم، ويدّعون محبتي (علناً) لأنهم يبغضون جميع الناس...
أصحابيَ الذين يجهلون أنني أستطيع، وأنا جالسٌ هنا، على هذه الكرسيّ، خلف هذه الطاولة، وراء هذا الباب، أن أطحنَ فولاذَ أرواحِهم بنظرةٍ صغيرة واحدة مِن عينيّ الكليلتين...
أصحابيَ الذين...:
لَشَدّ ما أخافهم!
أصحابيَ الذين...:
لَشَدّ ما لا أخافُ سواهم!
أصحابي الذين... يخافونني.
19/2/2015